المقالات

نهر الدم.. وأحرار حطموا آخر الأصنام/ مديحة الربيعي

2155 09:34:01 2015-03-01

مديحة الربيعي

للعبودية وجوه كثيرة, فأدعاء الانسان الحرية محض أفتراء, إذ نادرا ما تجد أنسان حر تنطبق, عليه الكلمة بمعناها الدقيق, رغم أن الأصنام سقطت منذ بزوغ فجر, الرسالة الإسلامية, الا أن الأنسان سرعان, ما وجد بدائل لأصنام الحجرية, وبنى أصناما, داخل نفسه ليقدم لها, فروض الطاعة كل يوم.

السلطة صنم, والثروة صنم, والغريزة صنم, وحب الشهوات صنم, كل تلك الأصنام ,لم يتمكن بعض الناس, من أطاحة رؤوسها, مبكراً بطاعة الباري والرضا بقضائه, فأستعبدتهم وأصبحوا, تماما كأصحاب, العجل من قوم (موسى عليه السلام), حين أشرب في قلوبهم, وهم بطبيعة الحال, لا يختلفون كثيراً عن قريش, التي كانت تعبد أصناما حجرية, ألا أن الفرق الوحيد أن , هؤلاء يدعون الإسلام, وقريش تعلن الأشراك جهارا.

البحث عن الحرية, رحلة تبدأ عندما, يتحرر الأنسان, من ذل العبودية للأشياء, ويصبح سيداً بعبوديته للخالق, الذي خلقه لطاعته, وسخر له الدنيا, بما فيها بأعتباره المخلوق المفضل بالعقل.

عندما يدرك الانسان, قيمة عطاء الخالق, والهدف الذي خُلق من أجله, عندئذ يتحرر من قيود العبودية, وتبدا رحلته نحو الخلود, وهكذا كان نهج الانبياء (عليهم السلام) وأئمة الهدى, والصالحين والسائرين على نهجهم.

أذن هي ثورة على النفس, تمثل نقطة البداية, وعندما تمتزج بالإخلاص, للخالق عندئذ ينسج العطاء, في سبيل الدين والمبدأ, تلك الثورات الأسطورية, التي تنحت أسماء أبطالها في قلب وعقل التاريخ.

كربلاء ثورة غيرت مجرى الثورات, لأنها كانت خالصة, للباري جل وعلا, عطاء منقطع النظير, من سيد الأحرار, وآل بيته وصحبه ( عليهم السلام), فقابله الباري بعطاء أكبر, كيف لا وهو الخالق الكريم.

مثلي لا يبايع مثله, تلك الصرخة التي أطلقها, سيد شباب أهل الجنة ( عليه السلام), التي أصبحت بحد ذاتها, فيما بعد منهاجا للأحرار, وهذا هو سر بذل المهج, وتقديم الأرواح, قرابين في سبيل الأرض والعرض, عندما يكون التحرر, بحد ذاته قضية.

نفوس مطمئنة, وعيون تغفوا على , صوت الرصاص, بدلاً من هدهدة الأمهات, حين يكون التحرر قضية, عطاء يتبعه عطاء, ونهر من دم بدأ مجراه, من بلاد الرافدين, ليختنق دماً, كل من يفكر أن العراق, طعم يسهل أبتلاعه.

شباب تركوا الأهل, واستودعوا ودائع لدى الباري, وأتجهوا صوب الشهادة, وسعوا أليها, لمن يسأل عن سر عطائهم, أنه التحرر من ذل الحياة, والتغلب على الشهوات, فلا تستغربوا, من شباب حطموا رؤوس الأصنام, وأتخذوا من هيهات منا الذلة شعاراً, فتحية لكم أيها الأحرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك