المقالات

صمود العراق بين ممانعة السيستاني ومقاومة سليماني..! / قيس المهندس

1710 08:44:57 2015-01-30

قيس المهندس

في العقدين الأخيرين من القرن المنصرم، كان العراق يشكل مصدر تهديد للأمن القومي لدول الجوار، بيد أنه وبعد سقوط النظام البائد، على يد جيش الاحتلال الأمريكي، انعكس الأمر، فقد أصبح الأمن القومي العراقي، مهدداً من قبل دول الجوار! حيث عملوا على تدريب، وتسليح الإرهابيين، وإرسالهم الى العراق! 
رغم ذلك لم تتغير المعادلة، فالهدف الأساسي لقوى الإستكبار العالمي، هو إضعاف قبلة الحكم الإسلامي في العصر الحديث، المتمثلة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، فبعد أن فشلت حرب الوكالة، التي أسعر نيرانها عميلهم (صدام) جائوا بأنفسهم كي يجاوروا إيران، لكنهم لم يجنوا سوى الفشل! وأنسحبوا وهم يجرون أذيال الخيبة!
في زمن الاحتلال الأمريكي للعراق، نشأت عوامل الممانعة والمقاومة، على يد رجلان، أولهما: المرجع السيستاني، والذي لم يفتأ يتصدى لكل ما من شأنه تقويم الدولة الجديدة، حتى تمكن من إنهاء حكم الحاكم المدني بريمر، وإقامة حكومة إنتقالية، وكتابة الدستور بأيدي عراقية منتخبة، ومن ثم إقامة الانتخابات التشريعية.
الرجل الثاني: هو الجنيرال الإيراني قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، فقد كان لذلك الرجل دوراً بارزاً، في دعم قوى المقاومة العراقية ضد المحتل، وبين ممانعة السيستاني، ومقاومة سليماني؛ سار العراق نحو الأمام، حتى خرج المحتل، وقوي عضد الدولة العراقية، وأكتملت السيادة، وظنت الحكومة العراقية أنها مقتدرة!
في العام 2010؛ بدأت الحكومة العراقية تنحرف عن بوصلة المرجعية الدينية، فأغلقت المرجعية أبوابها بوجه السياسيين إحتجاجاً على ذلك، إذ اتخذت الحكومة العراقية مسلكاً، كاد أن يؤدي بالبلد نحو الهاوية، حتى مطلع العام 2014، حيث أصبح العراق، تحت طائلة تهديد الجماعات الإرهابية، المدعومة من قبل دول إقليمية!
حينها انبرى رجل المقاومة "سليماني" لمساندة الحكومة العراقية، بيد أنه لم يجد العدد الكافي من المقاومين العراقيين، بسبب تخلخل الثقة بين الشعب العراقي وبين حكومته، بالإضافة الى عدم إستعداد سليماني المسبق، بسبب عنجهية الحكومة العراقية وغرورها، حيث أنها صورت للعالم قدرتها على دحر الإرهاب، بجهود القوات الأمنية!
هكذا عمل سليماني، مع عدد قليل من فصائل المقاومة العراقية، كان أبرزها آنذاك: منظمة بدر بزعامة هادي العامري، وتنظيم العصائب بزعامة الشيخ قيس الخزعلي، وسرايا العقيدة بزعامة الشيخ جلال الدين الصغير، وكتائب حزب الله وهذه الفصائل كانت قبل ذلك، تقاتل في سورية ضد الإرهاب، وعادت لتقاتل الإرهاب داخل الأراضي العراقية!
كان سليماني آنذاك يصول بيد جذاء، لقلة أعداد رجال المقاومة، كما لم تثمر دعوة الحكومة العراقية في مطلع العام 2014، الى إنشاء جيش شعبي رديف، ورغم الخطر الذي كان يحيق بالعراق، بيد أن المرجعية الدينية لم تتدخل، بسبب غرور الحكومة، وإضهارها جانب القوة والمكنة، أمام الرأي العام!
هكذا قيدت يد المرجعية الدينية، حتى حلول شهر حزيران، الذي أعلنت فيه الحكومة العراقية، فشلها في إدارة الملف الأمني، وسقطت عدة مدن بيد تنظيم داعش الإرهابي، فتصدت المرجعية وأعلنت الجهاد الكفائي، ورفدت المقاومة العراقية بمئات الآلاف من المقاتلين، ولم يتأخر سليماني عن قيادة الحشد الشعبي، وتحقيق الإنتصارات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك