المقالات

المرجعية ومعركتها مع الفساد والإرهاب وغياب الولاء / أسعد عبد الله عبد علي

1369 11:16:50 2015-01-28

اسعد عبد الله عبد علي

في لحظة انزلاق الأمة, نحو حفرة الوحل الكبيرة, التي أوجدها الزمن, ينبري رجال الأمة لإنقاذها , كما حصل أيام يزيد, عندما سعى لتدمير بناء الرسالة المحمدية, عبر سياسة تسفيه وعي الأمة, وشراء الذمم, ومحاربة الأخيار, وقمع الحريات, وسعى بمخططه لتحقيق حلم جده, وأساس حربه تدمير أخلاق الأمة, لكن لم ينته الأمر هكذا, بل انبرى الإمام الحسين (عليه السلام), للوقوف بوجه يزيد ومخططه, فنهض لإصلاح حال الأمة.

وتم الإصلاح الحسيني, ونجت الأمة مما خطط لها, عبر ترسيخ قيم الإيثار والتكافل وحفظ الأمانة, في وعي الأمة.

في العقود الأخيرة, كان التخطيط دقيقاً, لتدمير الأمة عبر المساس بمنظومتها الأخلاقية, فنشبت الحروب والأزمات الاقتصادية, التي تؤثر عميقا في المجتمعات, حيث تدفع لظهور سلوكيات تختلف مع ما كان سائدا, نتيجة ضغط العامل الاقتصادي على العراقيين , بالإضافة لعاملي الترهيب والقلق الدائم الذي تعيشه الأمة, بفعل النظام الطاغوتي, الذي سخر إمكاناته, للنيل من وعي الأمة وشخصيتها.

جاءت الهجمة العولمة, لتزيل الحصون بين الثقافات, ويصبح العالم قرية صغيرة, الكل يعرض بضاعته, والقبول للأفضل, وبما إن الغرب يملكون الوسائل والتقنيات الأفضل, أصبح المثال الغربي هو الذي يروج له, ليسود الأمم, إنسان هادف لمصالحه الخاصة, بعيد عن القيم, إنسان منعدم الجذور, لا يرتبط بماضي الأمة, مما اوجد أجيال غريبة, صفتها الفوضوية وتحمل أخلاق الغابة, حيث تحمل ابرز سيئتين, البقاء للأقوى, والغاية تبرر الوسيلة.

عاملان كبيران في التأثير, احدثا تغييرا كبيرا في السلوك اليومي, فالفساد والإرهاب وغياب الولاء, نتائج هذا السحق المستمر للقيم السامية.

المرجعية الصالحة وقفت بوجه الضغوطات, لتنتشل الأمة مما يراد بها من سوء, عبر سعيها للحفاظ على نسيج المجتمع من التفكك, وإرشادها الأبوي في الأزمات, كأنها ربان سفينة في يوم عاصفة هوجاء, فحاربت الفساد ووضعت علامات للمسير, في ما يصح وما لا يصح, للخروج من ابتلاءات الحاضر , وللخلاص من عاصفة الفوضى القيمة, التي أحدثت زلزالا لكل المعمورة, ووقفت بالضد من أي انحراف كبير, فكانت مواقفها موضع إشادة المنصفين.

التغيير كان شعار المرحلة, رفعته المرجعية لإسقاط الأصنام, التي دعمت الانبطاح إمام العاصفة, فالمرجعية شنت حربا ضد الانبطاحيين, الذين تقبلوا مخطط الأخر, وتخلقوا بأخلاق الغابة, ودعموا الفساد, وعملوا على الإفساد, اليوم على الإنسان الواعي إن يكون في خندق المرجعية, كي يتم الانتصار, لتعود الأمة معافاة, من إمراضها القيمية.

دوما حركة الرجال الصالحون, تكون زمناً للتمحيص, عندها يعرف الإنسان موقعه, والفرصة مازالت قائمة للتصحيح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك