المقالات

أصلح العطار ما أفسده الساسة / جعفر العلوي

2208 11:15:18 2015-01-28

جعفر العلوي

 "نحن لا نسمح بعراق يبنى على الطائفية، واذا كان الشيعي طائفيا فأننا لا نقبل به، شيعي يحارب الآخرين، لا نسمح به، يلغي هويات الآخرين لا نسمح به، نريد عراقا موحدا غير طائفي يؤمن بالتعددية السياسية والمذهبية والقومية، هذا ما نصبوا اليه، لكننا نطالب بحقوقنا وندافع عن حقوق الآخرين، لا نقبل بظلم الآخرين"..

من هنا بدأنا مشوار بناء الوطن، وكان يحدونا الأمل في تحقيق كل ما حرمنا منه، من ظلم ومصادرة للحريات، وقتل على الهوية، وتعسفية فكرية عقائدية؛ مورست بأبشع صورها، لم يترك نظام البعث أسلوبا إلا وأتبعه، عبر أجهزة قمعية همجية.

صور شتى مرت وتتابعت، لم يترك الشعب في تحديد مصيره... حتى ما بعد التغيير، كان الإنسان العراقي على موعد مع صفحة جديدة مغايرة لما سبق، هو لم يألفها، بل لم تكن تراود مخيلته الحالمة بمستقبل واعد.

صفحة تجلت فيها الطائفية بأبهى صورة، رسمت بأحكام لتُطبق الوانها القانية على رقاب الناس، وتجعلهم يدورون بفلك الأوهام والمخاوف من غدٍ مجهول، رغم كل ما حدث ويحدث في هذا البلد الجريح من مآسي حزينة خلفت دمار مرعب بنفوس أبناءه، غير إنهم أبوا الوقوع فريسة سهلة بأنياب ذئاب الليل الغادرة.

أُعيد المشهد من جديد، قتل على الهوية، ترويع بصيغة مذهبية، تجاوز الأمر الى تفجير الأضرحة والمقدسات، محاولة منهم لاستنهاض المارد من القمقم، ضناً إن سكوت الفرد العراقي ضعف، وتسامحه انكسار.

حكومة شكلية ساهمت بشكل مباشر بأثارة الأزمات وتغذيتها، وترك الأمور تسير وفق مقاديرها، الى أن جاءت اللحظة الحاسمة واستباحت فيها الحرمات وانتهكت الاعراض، واقتطعت أربعة محافظات عن جسد الوطن الغالي، .... وهنا كان "للجندي المجهول" القابع في زقاق من أزقة النجف القديمة، الدور البالغ والأثر الجسيم في حسم ما دمره ساسة ومرتزقة الأجندات.

كلمة هو قائلها لم تعدوا مسامع أبن الجنوب، حتى أستنهض أبن الوسط، وتأهب لها أبن الغربية، وهم على أثرها أبن كردستان، كلمة خرمت أذن المتشدقين والطامحين والمأزومين، هؤلاء هم رجال ثورة العشرين، هم في الملمات طائعين ملبيين لنداء الواجب وصون الحرمات.

كذلك هم العراقيين الشرفاء حين يحتدم الوطيس، فلم يكن الحسين إلا كلمة وصرخة مدوية امتدت منذ استشهاده، والى يوم ينادى أين الآخذ بدم المظلوم.. أي تعبير قد لا يليق بتلك العصبة المؤمنة من رجال "الحشد الشعبي" الأبطال الشرفاء، اللذين لبسوا فوق جراحهم ثوب العزة وخريطة الوطن مرتسمة على صدورهم.

ليس غريباً على هؤلاء أن يقفوا بوجه أعداء الوطن والإنسانية، بل الغريب على من كان يتقلد منصب الأب الراعي والحامي، ليغفل عن صفات أبناءه ومكامن قوتهم وبطولتهم، في الذود عن تراب كل شبر من أرض الوطن، كي لا تدنسه خفافيش الليل، الغيرة ليست شعار يرفع أو صفة عرضية طارئة، إنما هي في أصل التكوين الإنساني راسخة مع رسوخ حب الحياة، وحب الشهادة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك