المقالات

المقارنة بيني وبين خضير الخزاعي

1213 15:47:22 2015-01-24


كتبت هذه المقارنة ليس للسخرية وانما أقصد وأعني ما أقول. والذي دفعني الى تناول المقارنة هو أنني (المدعو رحمن خضير عباس) و(خضير الخزاعي النائب السابق لرئيس الجمهورية) نعيش في مدينة اوتاوة عاصمة كندا، ولكننا لم نلتق أبدا، ولن نلتقي. كلانا حصل على الجنسية الكندية. أنا اعيش في كندا منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي والخزاعي اتى لاجئا في بداية الأ لفية.

وحينما كنت من دافعي الضرائب واشتغل في مهن مختلفة ومنها سائق تاكسي وبائع ملابس وفنان، بإعتبار إنّ الحاجة ام الأختراع فقد صنعت من نفسي فنانا كاريكاتيريا للحصول على المال، ومن خلال ذالك ساعدت الكثيرين من الاهل والأقارب أثناء الحصار الظالم على العراق من قبل العالم كله. في ذالك الوقت اوبعده كان الخزاعي يعيش على مساعدات تسمى (الولفير) وهي تستقطع من جهد وعرق دافعي الضرائب الكنديين، وجلهم من الكفار - حسب فهم الخزاعي - أعني أن دافعي الضرائب الذين يتكونون من كل الأديان (السيخ والبوذيين واليهود والمسيحيين والعلمانيين والمسلمين أيضا).
وهو يتبرع أحيانا بتقديم بعض الدروس الدينية في احدى حسينيات اوتاوة. ويرى البعض أنه يتقاضى أجورا عينية لقاء محاضراته التي لا تختلف عن القراءة الروزخونية أو الملاّئية. ويقال أنه كان يردد دائما قولة مشهورة "اليد التي تتوضأ لا تسرق" وهي مقولة لا غبار عليها وتحسب له لاعليه. كما انه كان يستشهد بموقف الأمام علي بن ابي طالب مع أخيه عقيل حينما طلب منه شيئا من مال المسلمين فكان من الأمام أن حمل جمرة واحرق يد عقيل وكان الأخير أعمى .. الى آخر القصة التي تؤكد منهجية الإمام وعدله في مسألة مال المسلمين.

حصلت في السبعينات على شهادة البكالوريوس لأصبح مدرسا في مدارس البصرة. وهو حاصل على البكالوريوس ايضا في نفس الفترة وتعين في مدينة المجر الكبير كمدرس لمادة الجغرافية. حينما اشتدت حملات النظام على القوى اليسارية والديمقراطية، هربت مع الكثيرين وكانت وجهتي العمل في الجزائر ثم المغرب وبعد ذالك قدمت على اللجوء الى كندا في نهاية الثمانينات. وخضير الخزاعي تعرض لموقف مماثل بعد ان شن النظام العراقي على الإسلاميين من حزب الدعوة وكان إستقراره في إيران.

أنا يساري علماني منفتح لكل التيارات العقلانية لا أنتمي الى اي حزب سوى العراق. وهو إسلامي ينتمي الى حزب الدعوة وهو من الأحزاب التي قامت على اسس مذهبية وطائفية. حينما سقط النظام الصدامي إلتحق خضير الخزاعي بجماعاته. وتسنم وفق قوانين المحلصصة الحزبية على وظائف سامية ومنها وزير التربية.

وكان من بشائر الخير التي حصلنا عليها من تسنمه وزارة التربية هو تعيين احدى بناته موظفة في السفارة العراقية في اوتاوة، ثم حصول إبنه على ملحق تجاري في دولة الكويت! وبذالك فالرجل طبّق حرفيا المعاني العميقة لتجربة (جمرة عقيل) التي كان يرددها في محاضراته!

ولكي لا نغمط الرجل كل إنجازاته على مستوى اوتاوة فقد أعاد الى التعيين كل الأصدقاء والمعارف والمريدين، اعادهم الى التعيينات بعضها حقيقي وآخر صوري، وأعاد تعيين زوجاتهم. وهم الآن يتمتعون برواتب من خزينة الدولة. سوف اتحفظ على ذكر أسمائهم، ولكنني أتذكر صديق الوزير وهو ابو براق الذي كان يعمل (كاشيرا) لقد إختفى مع تسنم الوزير مهامه. ربما هو الآن برتبة مستشار او مجرد مدير او ربما فضائي! الله أعلم. هل حقق عدلا في توسطه أم أن هذا يدخل في باب المحسوبية، وهي فساد إداري يحاسب عليه القانون.

حينما تبوأ خضير الخزاعي وزارة التربية إعتقد البعض بانه سيساهم في بناء اهم مؤسسة في البلد وهي التربية. إنطلاقا من أمرين.
الأول: تشربه وتأثره المفترض بطبيعة المدارس الكندية التي استفاد منها وافراد عائلته، وربما سيدفعه هذا التأثر الى التجديد في جميع مدارس العراق. ثانيا: انه ينطلق من عقيدة حزب الدعوة الذي رفع شعار المظلومية، وهذا سيدفعه الى رفع الحيف والمظلومية عن المجتمع والمدرسة والنظام التعليمي. ولكنه بدلا من ذالك فقد ساهم في زيادة التدهور في المدارس العراقية حتى اصبحت البنايات القديمة آيلة للسقوط، وفي كل بناية تكون ثلاث مدارس او افواج مدرسية متعاقبة، ومازال ما يسمى بمدارس الشيلمان التي بنيت بعهده شاهدة على الفساد الذي حصل، اضافة الى فضيحة إطلاق النار من قبل حمايته على الطلبة، إضافة الى طبع المناهج في المطابع الإيرانية، بصفقة غير مفهومة بينما مطابع شارع المتنبي لا تبعد الا شمرة عصا عن مكتب السيد الوزير.

كما ترهلت الوزارة ومديريات التربية بالكثير من الدعاة والمآزرين لحزب الدعوة من العناصر التي لا تمتلك الشهادات او تمتلك الشهادات المزورة. كما اصبحت المدارس العراقية تنتمي الى عصور ما قبل التأريخ. اما انا فقد عدت الى الوطن وقدمت طلبا على اعادتي التعيين كمدرس وليس (كوزير!) من خلال دائرة المفصولين السياسيين وذالك منذ 2008 وما زالت معاملتي تلهث راكضة ما بين اروقة مديريات التربية واروقة الوزارة والأمانة العامة لمجلس الوزراء دون نتيجة تذكر. أي ان معاملتي التي يجب ان ان تكتمل خلال شهر على أسوء تقدير. استمرت ست سنوات عجاف ولا يمكن أن ترى النور في ظل هذه العتمة وهذه العفونة من الفساد الإداري والأخلاقي .. عتمة ولا أمل في نور في نهاية النفق الأولى لمختار العصر المالكي الى الولاية الثانية التي ضيّع فيها نصف العراق.

حينما تمت الإنتخابات الثانية والتي جاء فيها المالكي لم يجد لرفيق جهاده اي مكان في كعكة المحاصصة فهدد الخزاعي بقلب الطاولة اذا لم يحصل على منصب سامي وقد اعطي منصب النائب لرئيس الجمهورية. اما أنا فقد فشلت كل محاولاتي في الحصول على حقوقي التي كفلها الدستور في رجوعي كمدرس في احدى المدارس العراقية، ولكني لم اقلب الطاولة او اهدد بقلبها - او في الحقيقة ليس هناك طاولة لأقلبها! -.

الخزاعي رفض ان يخلي بيت نائب رئيس الجمهورية لصالح النائب الجديد أياد علاوي. وكان من الذين حصلوا على اراضي باسعار رمزية في منطقة الجادرية، كما أنّ لديه الكثير من الأملاك التي حصل عليها بحكم منصبه.  أما انا فكنت أحلم - كبقية العراقيين المغتربين - بأمتار تضم رفاتنا بعد الموت في تربة وطننا الذي حلمنا ذات يوم بان يأوينا الى الأبد. بينما الخزاعي يتمتع بإجازة بين عائلته في كندا، بين الأحباب والأصحاب، ولكن حماياته في العراق يتقاضون رواتبهم وسياراته المصفحة تنتظر قدومه بسائقيها ومواكب مسلحيها، إضافة الى المخصصات والإمتيازات.

الخزاعي يقول: اليد التي تتوضأ لا تسرق

أقول له: استلامكم مقاليد الحكم أثبت عكس ذالك

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك