المقالات

زيارة الأربعين تعيد الموازين لمعركة الطف

1231 10:28:07 2014-12-18

عباس المرياني..
قبل اكثر من 1350 سنة حدثت فاجعة في الأرض،بكت لها السماء دما واهتز لها عرش الرحمن غضبا وعم الحزن أركان الوجود وناح عليها بصوت معول وحزين جميع الأنبياء والمرسلين ،أساً وأسفا على سبط النبي المصطفى بعد ان ذبح من الوريد الى الوريد هو وأهله وأبناءه وإخوته وأصحابه مع ما رافق هذه الفاجعة والجريمة البشعة من سبيي للنساء وانتهاك للحرمات ،سجلت لحظاتها واحتفظت بدماء أصحابها رمال كربلاء المقدسة.
في ذلك الزمن كان الصراع كبيرا بين الخير والشر”وهذا الصراع يبقى جدلية الوجود” إلا أن قوى الشر كانت أكثر تاثيرا واشد فتكا فكانت واقعة الطف مصداقا لذلك الزمان بكل صورها ونتائجها الوقتية،وانتهت الواقعة يومها باستشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وطوى الوجود حياة سبط النبي المصطفى إلا أن قصة الخلود والإباء والعنفوان والكرامة لم تنتهي كما كان يعتقد الطغاة بل بدأت من جديد،مع كل ما رافق هذه الفاجعة من طمس للحقائق وتشويه للمواقف وللعناوين.ولم يعد ليزيد وابن سعد وشمرا اثر ووجود ولم يعد للأمويين دور في رسم ملامح العالم في القرون القادمة فقد سيطرة قيم ومبادئ الامام الحسين وثورته على كل اركان الدنيا وعرف العالم ان من قٌتل في كربلاء هو الحسين بن علي وان المعركة كانت من اجل اعلاء قيم الانسانية لا من اجل السلطة والشهرة كما كان يروج له الأمويين. اذن كربلاء تكتب من جديد وامام العالم اجمعه ولم يعد بامكان القتلة والمجرمين طمس الحقيقة التي قاتل من اجلها سبط النبي المصطفى ولم يعد بالامكان انكار مظلومية اهل البيت والعذابات التي رافقت مسيرة السبي من كربلاء المقدسة الى الكوفة الى الشام.
اليوم لا يشبه الامس وكربلاء اليوم ليست كربلاء قبل عام وكربلاء هذه السنة ليست كربلاء السنة القادمة فكل شيء فيها اصبح للحسين وكربلاء لم تعد تلك البقعة المنزوية في بقايا العراق بل كربلاء اليوم هي قطب الرحى ومحط الرحال وقبلة العشاق ومنتهى الامال ..منها تشرق الشمس وفيها ينزل الملكوت ،كربلاء اليوم لم تعد امنية عمر بن سعد ولا ضاحية من ضواحي مملكة يزيد ولم يعد بامكان عبيد الله بن زياد ان يلجمها سوط جبروته.
بدات قصة الخلود من كربلاء وانتصرت في كربلاء ولن تنتهي الا في كربلاء وعلى هذا الاساس يقف اليوم العالم بكل جلاله وقدره مبهورا من انتصار الدم على السيف وانتصار التضحيات على الخنوع والاطماع وهو يرقب العالم كله وقد تحول الى نقطة بيضاء قبالة مجد الدماء التي سفكت في كربلاء وقبالة عظيم التضحيات التي بذلها اصحاب التاريخ والقضية.
فتش اليوم عن يزيد وعن شمر وعن عمر بن سعد وعن عبيد الله بن زياد فلن تجد لهم الا اللعن والعذاب وارجع معي الى لحظات العطش ولحظات الخوف الرهيب التي عاشها اهل بيت الحسين وعياله لتجدها قد تكسرت الما وحزنا في قلوب ملايين المحبين وتجدها دموعا حارقة في عيون الوالهين وهم يحثون الخطى سنويا وبالملايين نحو قبلة الوجود كربلاء المقدسة.
اذا كان ال امية قد شعروا بلحظات النشوة الدنيوية البائسة فعليهم ان ينظروا الان الى مجد التاريخ ومجد الدنيا والاخرة وهو يكبر كل عام ليكتب للتاريخ ان ثلة من الرجال رفضوا الذل والخنوع فقضوا في رمال كربلاء بعد ان وقفوا امام دولة جائرة لم يبقى لها من الأثر إلا اللعن والهوان.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك