التقارير

تمثال الحرية الأمريكي يسقط في فيرغسون؟!

1416 07:58:07 2014-11-26

بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على مقتل الشاب الأسود مايكل براون في فيرغسون تجددت الاحتجاجات بالولايات المتحدة ضد عنف الشرطة والعنصرية على خلفية تبرئة الشرطي قاتل براون.

حاكم ميزوري: أكثر من 2200 من أفراد الحرس الوطني سينتشرون في مدينة سانت لويس

روسيا قلقة من اضطرابات فيرغسون

وشهدت مدينة فيرغسون بولاية ميزوري الثلاثاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني احتجاجات عارمة. وتضامنا مع سكانها بدأت تحركات احتجاجية مماثلة في المدن الأمريكية الكبرى، وعلى رأسها نيويورك وشيكاغو والعاصمة واشنطن.

مقتل مايكل براون وانفجار غضب سكان فيرغسون

وكان الشاب الأسود الأعزل مايكل براون (18 عاما) قد قتل وضح النهار على يد ضابط شرطة دارين ولسون في فيرغسون بضواحي مدينة سانت لويس في 9 أغسطس/آب الماضي، وذلك بعد خروجه من مخزن للمشروبات الروحية حيث اتهم بسرقة علبة سيجار.

وتجدر الإشارة إلى أن براون لم يحاكم ولم يحتجز من قبل الشرطة قبل مقتله.

ورغم أن نسبة السود في هذه المدينة، التي يقطنها21 ألف نسمة، تصل إلى 70% تقريبا إلا أن شرطة فيرغسون لاتضم سوى ثلاثة أفراد منهم مقابل  50 فردا أبيض.

وكانت الشرطة تتكتم لفترة طويلة على هوية الضابط، فيما أكد شهود عيان من البداية أنه كان أبيض.

وأشارت نتائج الفحص الأولي حينها إلى عدم العثور على آثار بارود على جثة براون، أي أنه قتل بعد إطلاق النار عليه عن بعد. كما تدل آثار الطلقات النارية على جثته على أنه كان يواجه قاتله ويلسون وجها للوجه.

وأثار هذا الحادث غضب سكان المدينة وأدى إلى احتجاجات ومواجهات  مع الشرطة.

ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 14 أغسطس/آب إلى "السلام والهدوء" في فيرغسون قبل أن يقرر محافظ ميزوري جاي نيكسون في 18 من الشهر نفسه نشر الحرس الوطني في المنطقة.

ودفعت الاحتجاجات الإدارة الأمريكية إلى التفكير في إعادة النظر في الأسلحة التي تستخدمها الشرطة الأمريكية وسن قوانين فيدرالية من أجل تخفيف تسليح الشرطة الأمريكية، وإعادة النظر في القوانين التي سنت بعد 11 سبتمبر 2001، ومُنحت الشرطة الأمريكية صلاحيات واسعة في مواجهة خطر الإرهاب.

شارك آلاف الأمريكيين في 25 أغسطس/آب في جنازة مايكل براون، وأرسل الرئيس الأمريكي باراك أوباما 3 ممثلين عن البيت الأبيض لحضور مراسم دفن الشاب الأسود.

احتجاجات ضد عنف الشرطة والتمييز العنصري

وتظاهر مئات الأمريكيين أواخر أغسطس/آب في واشنطن ونيويورك ومدن أخرى احتجاجا على مقتل براون وغيره على يد الشرطة.

ورفع المتظاهرن لافتات كتب عليها: "نتضامن مع سكان فيرغسون" و"أوقفوا الإرهابي الشرطي العنصري" و"العدالة لمايكل براون" و"الشرطة في هذه الدولة لا يجب أن تقتل مواطنا أسود كل 48 ساعة" و"الشرطة المسلحة تضمن الاستبداد". كما هتف المتظاهرون: "حياة السود ليست رخيصة"، "لا عدالة، لا سلام" و"نرفع أيدينا .. لا تطلقوا النار".

واستمرت احتجاجات واسعة واشتباكات عنيفة ضد عنف الشرطة والتمييز العنصري وللمطالبة بتطبيق العدالة في الولايات المتحدة في فيرغسون وغيرها من المدن خلال الأشهر الماضية، ما دفع وزير العدل الأمريكي إريك هولدر لتقديم استقالته.

والجدير بالذكر أن هولدر من جهته كان عام 2008 أول رجل أسود يتبوأ هذا المنصب.

وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول تجددت الاحتجاجات في ولاية ميسوري الأمريكية ضد التمييز العنصري والعنف المسلط من قبل الشرطة، حيث خرج نحو 5 آلاف إلى شوارع مدينة سانت لويس.

وفي فيرغسون شارك عدة آلاف في الاحتجاجات في 13 أكتوبر/تشرين الأول، وتم احتجاز 42 شخصا بتهمة خرق النظام العام، و6 آخرين على خلفية سد الطرقات ورفض الامتثال لأوامر الشرطة بالتفرق.

مايكل براون.. من التالي؟

قصة مايكل براون، التي فجّرت احتجاجات عنيفة في الولايات المتحدة في الأشهر الماضية، ليست فريدة من نوعها، إذ تكررت حوادث مشابهة قبل وحتى بعد الحادث المأساوي في فيرغسون.

فقد قام عدد كبير من رجال الشرطة البيض في نيويورك في 17 تموز/يوليو الماضي بطرح أريك غارنر (43 سنة) أرضا عندما حاول مقاومتهم أثناء اعتقاله للاشتباه في قيامه ببيع سجائر بصورة غير شرعية.

وفي شريط فيديو صوره أحد الهواة يظهر رجل شرطة يضغط على رقبة غارنر البدين والمصاب بالربو، وقد راح الأخير يشكي أكثر من مرة من أنه لا يستطيع التنفس قبل أن يغيب عن الوعي وتعلن وفاته في المستشفى.

وبعد أيام فقط من مقتل مايكل براون في فيرغسون قتل شاب أسود آخر على بعد أقل من 7 كيلومترات من المكان الذي قتل فيه براون.

وأفرج قسم شرطة مدينة سانت لويس عن لقطات من هاتف نقال يظهر فيها وقائع قتل المواطن الأسود كاجيمي باول (25 عاما) في 20 أغسطس/آب على يد شرطة المدينة.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول قتل شاب أمريكي أسود بولاية ميزوري على يد ضابط شرطة أبيض خارج وقت الخدمة.

وتلقى الشاب فنودريت مايرز (18 عاما) 17 رصاصة من ضابط الشرطة الأبيض، وحدثت الواقعة عندما شاهد ضابط الشرطة ثلاثة شبان، بينهم فنودريت مايرز، يفرون منه داخل الحي، وقام مطاردة مايرز وإطلاق النار عليه.

وعلى خلفية ذلك قطع أكثر من 200 متظاهر طريقا رئيسيا في حي "سانت لويس شو" بولاية ميسوري احتجاجا على عنف الشرطة ضد الأمريكيين السود.

قلق حقوقيين

وعبرت منظمات حقوقية ومؤسسات دولية عن قلقها بشأن عنف الشرطة الأمريكية والاستخدام المفرط للقوة من قبل رجال الشرطة ضد المحتجين السلميين وكذلك الاعتقالات، بما فيها اعتقال الصحفيين، ناهيك عن قضية التمييز العنصري.

وكان الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن يغلاند قد أكد في أغسطس/آب أن أعمال الشرطة الأمريكية هذه "تعد خرقا لحقوق الإنسان"، داعيا السلطات إلى إيلاء اهتمامها للوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي دفع المحتجين للخروج إلى الشوارع.

وأظهر مقتل الشاب مايكل براون وغيره على يد الشرطة الأمريكية حجم مشكلة عنف الشرطة والتمييز العنصري ضد السكان السود في الولايات المتحدة، والذين لا يزالون فئة مهمشة في المجتمع الأمريكي تعاني أكثر من غيرهما من مشاكل الفقر والبطالة وتدني مستوى التعليم والخدمات الاجتماعية.

ويبدو أن وضع السود لم يتغير كثيرا مع وصول أول رئيس أسود إلى الحكم في الولايات المتحدة.

وأثارت حوادث قتل سود متكررة وتبرئة الشرطي ويلسون مؤخرا تساؤلات كثيرة حول تحيز أجهزة الأمن والقضاء في الولايات المتحدة، التي تسمح سلطاتها لنفسها بالتدخل في شؤون غيرها من الدول بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان..

المصدر: RT

19/5/141126

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المختار احمد
2014-12-09
للاسف لو وقعت هذه الحوادث في اي مكان في العالم لهرولت امريكا باكذوبة حقوق الانسان والتمييز العنصري وانتهاك حقوق الاقليات وانتهاك الحريات و..و...و...الخ . ان امريكا لكانت استثمرت ذلك ووظفته باتجاه مصالحها كما فعلت فيةالعراق عندما ضربت الانتماء السياسي واستغلت تمرد الاحزاب الكردية والاحزاب الشيعية على الدولة العراقية مما ادى الى تمزق النسيج الاجتماعي العراقي فلو كانت هناك ايادي من دول اخرى تصل الى هذه الاحداث وتستثمرها لانه على مايبدو ان الوعي السياسي لدى اليود والبيض الامريكان فد تدنى لتطفو هذه المشاكل على السطح . فهل من مستثمر لهذه المشاكل ؟ ان ظهور هذه المشاكل وتطورها واستمرارها يشكل خطورة ومساس على الامن القومي الامريكي فهو يهدد وحدة امريكا .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك