المقالات

إنشَغَلْنا بالماضي فَضَيّعْنا الحاضر

1290 23:29:51 2014-11-20

فلا تسأل عن المستقبل، وانشغلنا بالشّعار والدّثار فأضعنا الجوهر والمحتوى، ولا يشذّ تعاملنا مع سيرة حياة الامام علي بن الحسين السجاد (ع) عن هذه الحقيقة، فعلى الرغم من انه عليه السلام ترك لنا واحداً من أعظم النصوص في مجال الحقوق والمسمّاة برسالة الحقوق، الا ان جُلّنا إمّا انّه سَمِعَ بها ولم يقرأها او انه قراها ولم يستوعبها او انه استوعبها كنص ولم يتعامل معها كمشروع.
وأضفت اليوم في حديثي على الهواء مباشرة في برنامج خاص عن الامام السجاد (ع) في ذكرى استشهاده، مع الزميل الاستاذ فلاح الفضلي على قناة (الفيحاء) الفضائية؛

ولقد ظُلِمت الرسالة من قبل نموذجين:
الاول؛ هم الشيعة الذين قصّروا في حقّها فلم يبذلوا الجهد اللازم والمطلوب لنشرها في العالم، لتكون نصاً عالمياً حاضراً في المعاهد المتخصّصة والجامعات المهتمة بقضايا الحقوق والعلاقات وما أشبه.
الثاني؛ غير الشيعة من المسلمين الذين يتعاملون بطائفية مقيتة مع اي نص تاريخي مهما كان عظيما لمجرّد انه لإمام من أئمة أهل البيت (ع) او لانه يرمز الى التشيّع، فعلى الرغم من ان رسالة الحقوق مثلا لا علاقة لها بدين او مذهب او طائفة فهو نص يزخر بالبعد والمعاني الإنسانية في مجال الحقوق، الا انّنا نرى ان الكثير من المسلمين يحاولون تجاهله او عدم التعامل معه لمجرّد ان (الشيعة) هم الذين تعاملوا معها فاهتموا بطباعتها مثلا او نشرها او التعليق عليها وشرحها.
ان ذلك ظُلمٌ عظيم للانسانية، فالبشرية التي تبحث اليوم عن قشٌة تتعلق بها لتنجيها من الغرق في غياهب الظلم والجور الذي تتعرض له جراء سياسات الكبار الذين يسيطرون على هذا العالم، كيف يجيز البعض لأنفسهم ان يخفوها او يتجاهلونها بسبب ضيق صدورهم التي سكنتها الطائفية والحقد الأعمى على كل ما يتعلق بأهل بيت النبوة والرسالة؟.

لا يجوز التعامل مع النصوص الانسانية بروح العصبية والحقد الأعمى والنّفَس الطائفي، بل ينبغي التعامل معها على قاعدة [لا تنظُر الى من قال وانظر الى ما قال] فلماذا يتعامل أمثال هؤلاء من الكثير جداً من النصوص العلمية والفلسفية والأدبية على أساس انساني فلا ينظرون الى تاريخها ولا يبالون بمصدرها ولا يعيرون اهتماماً بقائلها او كاتبها، الا انهم يتحسّسون جدًا من كلمة وصلتهم من امام من أئمة أهل البيت (ع) فيشكّكون ويطعنون ويتجاهلون؟ ما هذا الحقد الأعمى؟ اين اذن علميّتكم التي تدّعون وإنصافَكم الذي تتحدثون به؟.
اتمنى ان ينشغل الشيعة معشار انشغالهم بالقيل والقال بشأن الشعائر الحسينية والتي تصل في كل عام الى ذروتها في العشرة الاولى من شهر محرم الحرام اذا بهم يُسقّط بعضهم بعضاً ويسب بعضهم بعضاً ويتهجّم بعضهم على البعض الاخر ويتعرض العلماء والفقهاء والخطباء والمراجع الى بذاءة لسان من لا يسبغ وضوءه والاخر الذي لا يفهم من دينه الا قشوره ومن مذهبه الا شعاراته، وتُنتهك فيها ستورٌ واعراضٌ وأسرارٌ في حلقة مفرغة لن تنتهي منذ ان فتحنا عيوننا على هذا العالم ووعينا الحياة.

تعالوا جميعاً ندع القيل والقال المتكرر والخلافات والصراعات الجانبية والثانوية التي تُضعف جبهتنا وتُذهب بريحنا، لنهتمّ اكثر فاكثر بجوهر قضايانا المقدسة، فنهتم مثلا بنشر علوم أهل البيت (ع) ومحاسن كلامهم ومنها رسالة الحقوق، فنحثّ طلبتنا وخاصة في مراحل الدراسات العليا، على تبني الرسالة كمادة في البحث العلمي الأكاديمي ومن جوانبها المختلفة.

كما نحثّ طلبة الدراسات العليا في الجامعات العالمية، في أوربا والولايات المتحدة وغيرها، الى اعتمادها كمادة لنيل الشهادات العليا لتكون بعد عقد من الزمن مثلا نصاً عالمياً معتبراً يرجع اليه المتخصّصون في مجالات البحث المختلفة.
ان الاهتمام بنشر رسالة الحقوق لتكون نصاً عالمياً سيساهم بشكل كبير جداً في إصلاح صورة الاسلام التي شوّهها الارهابيون بافعالهم الدنيئة وجرائمهم البشعة التي يرتكبونها باسم الدين والدين منهم برآء.

انّ لرسالة الحقوق قيمة إنسانية وعالمية كبيرة تقدم للبشرية الاسلام الأصيل والناصع الذي بعثه الله تعالى رحمة للناس كافة، نلغي بها (الاسلام) الذي شوّه سمعته نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، والذي صرف اموالا طائلة لنشر (المذهب الوهابي) المشبوه الذي أسّس بُنيانه على الثنائي الكريه (الدم والهدم).
ان رسالة الحقوق تعبّر عن أسمى المفاهيم الانسانية التي بُعث من اجلها رسول الله (ص) والتي ربما لخصتها الاية القرآنية الكريمة {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك