المقالات

الغرق في مستنقع البعث

1108 02:31:26 2014-10-31

تامل العراقيون خيرا بالخلاص من سطوة البعث, بعد عقود القهر, فسقط صدام بالجحر, وتفرق جمع الرفاق, وانبثق عهدا جديد, كله أمل بتحقيق العدل الغائب, وان تعود الحقوق لأهلها.

لكن تبخرت كل الأحلام, وتحولت إلى كوابيس, بفعل صعود الطامحين لإنشاء دكتاتورية جديدة, ثمان سنوات أضاعت علينا فرص النهوض, حيث تفرد شخص واحد بتملك خيوط الأمن والمال, وانتهج سياسات غريبة بعيدة عن مصلحة البلد, مما دفع لنشوء مافيا فساد, أموال تهدر, وشعب جائع, وأحلام تموت, نتائج الأنانية والسعي للتفرد.

كان واجبا على من يريد التفرد, إن يلجا لخبراء في الفساد, فكان قرار إرجاع الكفاءات البعثية, والاعتماد عليهم, في الكثير من مفاصل الدولة الحساسة, والدفع بهم حتى في تنظيمات حزب الدعوة, والصعود بهم بالانتخابات, وتم وضع بعض مفاصل الجيش والأجهزة الاستخبارية بيد بقايا البعث, مما أسس لنشوء الدولة العميقة, التي تعمل على تدمير كل أساس, عبر نشر الفساد, وهذا عرضا ينفع المتفرد الجديد, وهو لا يدرك بنظرة بعيدة أنهم يؤسسون لإسقاط الدولة!

شهر حزيران صوته كان مدويا, سقطت الموصل وصلاح الدين بيد عصابات, تدعى بالدواعش, والأكثر غرابة هروب قيادات الجيش الموالية للمالكي نحو كردستان, واختفاء القوات الأمنية, ثم مذبحة سجن بادوش وقاعدة اسبايكر بحق الشيعة حصرا, فكيف حصل هذا؟ هل كانت للقيادة السياسية رؤية, أو علم ما سوف يحدث؟ من يتحمل المسؤولية؟ ومن نحاسب؟ وهل يمكن إصلاح الحال؟ تساؤلات حزيران لم تجد لها جواب.

إن تشخيص الخلل, يدفعنا لتبني رؤية, وهي إن أهم أسباب السقوط ,تسرب قيادات البعث بكل قبحه للدولة, وإطلاق يدها تفعل ما تشاء, وكان الدافع في ذلك, رغبة أصحاب القرار السياسي التفرد بالحكم, فالاعتماد على المشبوهين من قيادات البعث كان هو علة الحدث, وهذه الكائنات البعثية تتحين الفرصة للإساءة للعراق, فاوجد لها الطامح للتفرد الفرصة الذهبية, واستغلتها أبشع استغلال, ولولا فتوى السيد السيستاني لتم ابتلاع العراق. 
الغرق في مستنقع البعث كان الخطيئة الكبرى, التي مارسها الساعي للتفرد, لم ينتبه إلى إن البعث مجرد ورم لا علاج له إلا بالاستئصال, فكيف يداوي مرضه بالسرطان!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك