المقالات

الانتصار ومشروع التقسيم

864 02:13:25 2014-10-31

أثبتت الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية، والحشد الشعبي، وخاصة في جرف الصخر، بعدم حاجة العراق إلى قوات برية أمريكية، فالتحرير عراقي 100%، وان دعوات التقسيم ما هي إلا أحلام سياسية لبعض الساسة وثوار الفنادق، اذا ما كانت هناك قوة ترابط بين العراقيين، وإرادة شعبية ترفض التطرف، والتعصب وحب الوطن وأبنائه.

تم إبقاء منطقة جرف الصخر، منطقة رخوة تهدد بغداد لفترة استمرت عشر سنوات ، وصانعي القرار السياسي فيه، تزامن الانتصار مع ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) مما أعطاه بعدا ثوريا، وعاطفي وديني، وبمجرد سماع الانتصار، حدث اشتباك عسكري من قبل أبناء الموصل مع (داعش)، واخذ أفراد التنظيم بالفرار، والانهيار، وقتل واحتجاز العوائل في مناطق اخرى، كما يفعل المجرم عند ملاحقته من قبل رجال الامن ، فحين يفقد الامل بالفرار يتصرف بهمجية ، فيحتجز اي شخص يقع في طريقه، وبشان الحرب النفسية فهي انقلبت عليهم، فبعد هروب المدنين من المناطق التي يسيطرون عليها إلى مناطق اخرى، مما سهل تقدم القوات الأمنية ، فلم تبقى لهم دروع بشرية، وانتزاع الغطاء السياسي بعد استيعاب الجميع في الحكومة الجديدة، وخسارة (داعش) خيرة عناصرها ، أو ما تسمى بالنخبة التي تمتلك سلاح متطور دقيق التصويب، وتدريب عالي، فحصل اطمئنان لدى المواطن، وارتفاع المعنويات لدى المقاتلين، فازداد الإقبال من قبل الشباب للتطوع في الجيش والحشد الشعبي، فالقوة على الأرض هي أساس العمل السياسي، ومن خلال هذا الانتصار سوف يكون انتصار آخر ربما في عامرية الفلوجة، أو تكريت، والفلوجة، والموصل، هناك معطيات كثيرة على نهاية(داعش) في العراق كقوة عسكرية وليس كفكر ، فالفكر لاينتهي إلا بفكر أقوى منه.

اما بالنسبة للتقسيم ، فقد دعا بايدن للتقسيم الفيدرالي للبلاد العراقية، على غرار (اتفاقية دايتون) للسلام في البوسنة والهرسك التي تمت في 1995، بإقامة دولة عراقية من ثلاثة اقاليم، تتمتع بحكم شبه ذاتي، فتتولى الحكومة المركزية إدارة الأمن، والشؤون الخارجية، وتوزيع عائدات النفط ، وهو الوسيلة التي تربط بين الاقاليم الثلاث.

يرى البعض إن العراق حاليا مقسم بالفعل، فرايات كردستان في الشمال، والرايات والأعلام السوداء في شمال وغربي العراق، فيما يرى آخرون استحالة تحقيق هذا المشروع خصوصا في مناطق مختلطة، كنينوى وصلاح الدين وديالى. بعد ان ارتكبت بعض القوى السياسية ، وبعض زعماء العشائر السنية، خطئا فادحا وكارثيا، عندما دعمت او سهلت او تغاضت عن(داعش) بهدف التخلص من الحكومة الشيعية!! بتسليم مناطقهم لأبشع تنظيم إرهابي في العالم، فيما يتحدثون عن الدولة المدنية، فالتساؤل ، هل الوصول للدولة المدنية بدعم التنظيمات الظلامية، التي تقتل الناس على الهوية، وتصفي خصومها بلا محاكمات، وتمنع النساء من الخروج من المنازل، فهي لاتؤمن بالحوار ولا بالديمقراطية، وانه من ليس معها فهو ضدها.
بعض زعماء العشائر، والقيادات البعثية، التي طالما اتخمت آذاننا بالوحدة والحرية!!، والشعب العراقي عربي!، ومن يريد التغيير ففي الانتخابات، ومن أراد الإقليم، فقد اقره الدستور العراقي، لكن يجب أن تكون هناك مقومات للإقليم، بتوفر العوامل الاقتصادية، ورغبة شعب تلك المناطق، وليس نتيجة لرغبة طائفية، وشخصية للبعض المرتبطين بالخارج، الذين ساهموا في ذبح رجال الايزيدين واغتصاب وسبي نسائهم، وقتل وتهجير التركمان، والمسيحين، والاكراد، وطبعا الروافض في مقدمتهم!، فيا ترى بعد هذه الجرائم من يقبل (بداعش) وحلفائها الملطخة أيديهم بدماء العراقيين، حتى وان صار الإقليم المفترض، فسوف يكون مصدر خطر على أهل الإقليم انفسهم، وعلى الآخرين، وخير شاهد مافعلوا في الموصل ومحيطها.

فينبغي دعم الحكومة الجديدة ، بان تنهي القلق من صراع طائفي، خصوصا وان المحافظين والقيادات الإدارية، وحتى الأمنية سوف تكون من نفس تلك المناطق، إضافة إلى عدم امتلاك تلك المناطق للموارد الطبيعية، والمنفذ على البحر، فتقسيم البلاد، سوف تكون فيه المناطق الغربية اكبر الخاسرين، فعلى العقلاء منهم حسابها عقليا وليس طائفيا وعاطفيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك