الصفحة الإسلامية

" مشهدٌ مِنْ طَفِّ كربلاء ..زينب ع تتحدى الطغاة رغم القيود "

2052 06:15:06 2014-10-24


زينب ..هذه السيدة العظيمة ...هي بنت علي بن أبي طالب أمها فاطمة الزهراء جدها رسول الله ص إخوتها الحسن والحسين ...عليهم السلام جميعا ..إذاً هي ثمرةٌ نشأت في قلب شجرة العصمة.. وتغذّت من رحيق الإمامة.. وتنفّست عبقَ النبّوة.. وحيثُ مامالت تنهلُ عطاءاً وعلماً وفكراً وشرفاً وإيماناً خالصاً لله تعالى .. كيف لا وهي تكتنفها أسوارُ الإمامة.. وتظلّلها قدسيةُ النبوّة ...ولهذا قال لها زينُ العابدين علي بن الحسين عليه السلام..أنت ياعمّة عالمةٌ غير معلّمة ..وفهمةٌ غير مفهّمة ..وهل يشكُّ أحدٌ في ذلك ؟ مِن هنا نُدرك أنَّ مشاركتها للحسين في نهضته الكربلائية وتركها للمدينة وإصرارها على أن تكون في مقدِمة المرافقين للحسين عليه السلام ...لم يكن موقفاً عاطفياً ؟ ولم يكن موقفا فطريّاً تحت ضغط القرابة والنسب ؟ ولو كان أمرُ مشاركتها ينحصرُ في هذه المواقف لما وافق الحسين لها أن تترك زوجها المريض وتلتحق به .. ولكنّ الأمرُ أخطر من ذلك بكثير ...الأمرُ يتعلّق بإستمرار رسالة الحسين عليه السلام وبخلود نهضته الكربلائية ..ففصولهما لاتحتمل غياب زينب عن مشاهدهما ..لأنها لاتكتمل إلاّ بتواجد هذه العظيمة في قلب الأحداث ..فهي أُعدت لها إعداداً رساليّاعلويّاً ..وجميع الهاشميين كانوا يدركون مقام السيدة زينب وعلميّتها وأهمّية دورها الرسالي في تحمّل هكذا مسؤولية بحجم واقعة طف كربلاء..فهي ركنٌ أساسيٌّ الى جانب أخيها الحسين عليهما السلام في إستمرار وخلود نهضة كربلاء العظيمة ...ولقد كان الحسين على علم مسبق أنه سيُقتل وجميع الرجال.. فلابد من وجود مَنْ يملأ الفراغ من بعده ويرعى الأطفال والنساء ..ولابد أن تكون مواصفات الذي تُوكل إليه هذه المسؤولية مواصفات بحجم الكارثة.. أن يكون على درجة عالية من التحمّل والصبر والثبات وقوّة الخطاب ..فالمشاهد تهد الجبال ولاتُطاق .. ونحن اليوم لانقاوم مشاهدة أفلام وصورتبثها داعش على الأنترنيت ..فكيف بتلك المشاهد الحيّة ومع أشرف وأطهر خلق الله. مشاهد ماساوية.. قطع رؤوس وحرق خيم وتقطيع اوصال الأحبة والأصحاب وهلع وخوف كبيرين للأطفال والنساء!!! ولم يبق من الرجال إلا علي بن الحسين وهولايقوى على الوقوف بسبب المرض ..

إذاً مَنْ يقاوم كل تلك المشاهد؟ ومن ينهض بهذة المهمّة الكبيرة ؟ فكانت لها زينب ...جبل الصبر وقمّة الشجاعة والثبات في مواصلة أداء الرسالة الموكلة إليها..فكانت بمستوى إعدادها الرسالي لهذه المهمّة ، وكانت كما أراد لها الحسين عليه السلام أن تكون ....سأنقلُ مشهدا وموقفاً واحدا عنها عليها السلام له صلةٌ بعنوان هذه الخاطرة المتواضعة بحق السيدة العظيمة زينب ..وكما ورد في كامل الزيارات ...وهو عندما إنتهت المعركة وإنتشرت الجثث الطاهرة على الأرض بلا رؤوس وقد أُخذوا الى السبي مكتوفي الأيدي ومقيدين بالسلاسل ..أثناء مرورهم على الجثث الطاهرة إلتفت الإمام علي بن الحسين لينظر الى تلك الأجساد الزواكي...لم تغب عن السيدة زينب حتى تلك النظرة من علي بن الحسين لأشلاء أهله ..فكلّمته بخطابٍ ليس هو المقصود به فهو إمام معصوم ..إنما تحدّت به الجموع المحيطة بهم والمتفرّجة عليهم ..خطاب تجلّت فيه لمسات النبوية وبصمات الإمامة .... تحدّثت عمّا تؤول إليه عاقبة هذه الدماء الطاهرة بلغة واثقة وبلهجة غير بعيدة عن دائرة العصمة ..خطابٌ تضمّن كلمات معدودة لكنّها كانت لافتة تحدٍّ أشهرتها في وجه فراعنة الأرض.. ولازال صداها قائما الى يومنا هذا... وسيستمر ماتمدد الدهرُ..قالت لعليّ ..

((مالي أراك تجودُ بنفسك يابقية جدي وأبي واخوتي، فوالله إن هذا لعهدٌ من الله الى جدك وأبيك ، ولقد اخذ الله ميثاق أناس لاتعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات ، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة، والجسوم المضرّجة ، فيوارونها وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء ، لايُدرس أثره ولايمحى رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدن أيمة الكفرواشياع الضلال على محوه وطمسه ، فلا يزداد أثره إلا علوّا .)

كلامُ حقٍ وقراءةُ صدقٍ ...تجسّدت مضامين مفرداتها على أرض كربلاء.. ومانشاهده اليوم من تألّق وخلودٍ لهذه المسيرة الكربلائية هو ماأنبئتنا به سيدتنا زينب وهي مقيّدة ومن ساحة طف كربلاء.. فسلام على البطلة الهاشمية وسلام على البيت النبوي الذي أنجبها و أهداها الى الإنسانية..


صالح المحنّه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك