المقالات

قسمة ضيزى؟!

1218 17:07:01 2014-10-21

لا تخلوا الدول أو الأمم التي تتكون من عدة طوائف من مشاكل, أو إحتكاكات تحصل لأسباب, تعلق بنوع الإختلاف بينها, دينيا كان أو مذهبيا, قوميا كان أو غير ذلك.
مع بداية عصور الخلافة الإسلامية الأولى, أنقسمت الأمة الإسلامية بين مؤيد لأهل البيت وحقهم بتولي الخلافة,وكما نصت عليه أحاديث كثيرة, وهم شيعة أهل البيت, ومعارض لذلك, سمّوا السنة أو الجماعة, وكل لديه أدلته وما يستند عليه في مواقفه, وأنشق عنهم طوائف مؤيدة ومعارضة, تطرفت بعضها فكفرت الأخر, بل أن بعضها أخرجه من الملة وأباح قتله حتى.
لم يسلم العراق من تلك المشكلة, لكنها تهدأ غالبا, وتثار أحيانا, وتراق الدماء فيها, ورغم أن العصر الحديث, شهد حكم الأقلية السنية للغالبية الشيعية, نتيجة لخطأ إستراتيجي من الشيعة, بعدم تعاملهم مع المحتل, بعد سقوط الدولة العثمانية, كما يراه بعض المحللون, وإستعداد زعماء السنة, لتولي السلطة بأي ثمن حينها.
بعد سقوط نظام حكم البعث, والإحتلال الأمريكي للبلد, تغيرت المعادلة, فقاوم الشيعة المحتل بمختلف الأساليب, فكانت مقاومة مسلحة من بعض الفصائل, فيما عمل الساسة, ومن خلال مشاركتهم بالحكومة, بأسلوب الضغط السياسي والدبلوماسي, والاستفادة من العلاقات الواسعة, التي امتلكوها خلال سنوات المعارضة, على إخراج المحتل, و المرجعية تدعم هذا العمل بمختلف توجهاته, بطريقتها الغير مباشرة المعهودة.

كرر السنة ما فعله الشيعة سابقا, فلم يشاركوا بداية, بحجة أن التعامل مع المحتل هو خيانة, وأن مقاومته واجب ديني ووطني, وأن الحكومة التي تشكلت بوجود الإحتلال غير شرعية, بل وأوصلوا الأمر أبعد من ذلك, فصار غالبية الشعب العراقي صفويا, وعميلا لإيران, بحكم تشابه المذهب, وخونة بحكم تعاملهم مع سلطات المحتل, التي تواجدت بقوانين دولية مفروضة, لم يكن لأي فرد من الشعب العراقي خيار فيها, فما الذي يحصل اليوم؟!.
قبل الخوض في إجابة هذا السؤال, لنسترجع أحداثا تاريخية قريبة, فعند دخول الانكليز أوائل القرن الماضي, قاومه الشيعة, ودعموا الدولة العثمانية, لأن ظاهرها خلافة إسلامية, رغم أنها ناصبتهم العداء, فكانت النتيجة أن تسلم النقيب حكم العراق بالتعاون مع المحتل, وأقصي الشيعة منها تماما؟!.
عند سيطرة البعثيين على الحكم, كان أغلب الجيش الذي حارب إيران, مشكلا من الجنود الشيعة, وهم من كانوا ضحيتها, وقلة من الضباط والقادة السنة, وبعد نهاية الحرب, كان إدعاء النصر والتكريم للضباط والقادة, وكرم الجنود بأن منحوا حريتهم في التسريح من الجيش, بلا عمل ولا مستقبل؟!.
مع قرار أمريكا بإزالة حكم الطاغية صدام, وعند نزول قواتها, فمن قاوم تلك القوات, كانت مناطق البصرة والناصرية والنجف, وكلها مناطق شيعية, فيما دخلت القوات إلى مناطق, تكريت والرمادي, بإتفاق بين شيوخ تلك المناطق والقوات المحتلة, ودون إطلاق رصاصة واحدة؟!.

بعد تشكيل النظام الجديد, وتولي حكومة من الغالبية الشيعة مقاليد الحكم, قاتلها كثير من أبناء السنة, بحجة مقاتلة المحتل, وأنها عميلة للمحتل, وراح ضحية ذلك الكثير من الأبرياء, بأسلوب قتل قذر, لا يفرق بين المقاتل والمدني, أو الطفل والمرأة.. لا أدري كيف توصف تلك الأفعال بأنها مقاومة؟!..فيما مقاومة الفصائل الشيعية للمحتل, ندر أن ذهب ضحيتها أبرياء من المدنيين العزل, وبغض النظر عن هويتهم أو مذهبهم.
اليوم مجلس الأنبار, أهم منطقة سنية, يطالب بدخول القوات الأمريكية إلى مناطقه, لحمايتها من داعش.. عجيب, ما حدا مما بدا؟!أو ليسوا هم نفس المحتل الذي أدعوا قتاله؟! وذبحوا الأبرياء بأسمه؟!

بالأمس كانت الحكومة عميلة للمحتل, وصنيعته ويحركها المحتل, اليوم طلب مباشر, وبالأسم للقوات الأمريكية؟!
هل أختلف المقياس؟ أم أن الكلام الأول خداع, والآن هي الحقيقية؟ أم العكس هو الصحيح؟.
أم أنها..قسمة ضيزى؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك