التقارير

كيف تغير "داعش" من عصابات إلى جيش محتل؟

1219 12:35:58 2014-10-20

كاتب المقال: جستن برونك، باحث ومحلل في برنامج العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن،

(CNN) - إنه سؤال يحاول المجتمع الدولي الإجابة عنه وتفهمه مع تعمق الأوضاع التي يشهدها العراق وتعيشها سوريا، كيف تمكنت لمجموعة ضئيلة العدد مثل "داعش"، وهو التنظيم الذي يطلق على نفسه تسمية "الدولة الإسلامية"، أن تفرض سيطرتها على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وكيف تظل ثابتة بموقعها بنفس الوقت الذي تشن فيه عدة هجومات في كلتا الدولتين؟

أشارت تقديرات أعلنتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في سبتمبر/أيلول الماضي، إلى أن عدد عناصر تنظيم "داعش" في العراق وسوريا يتراوح بين 20 ألف وما بين 31.500 ألف عنصر، ولكن هذه الأرقام، رغم دعوتها للقلق، لا تكفي لتفسير الإنجازات العسكرية المذهلة التي تمتع بتحقيقها هذا التنظيم.

إن تنظيم "داعش" يملك في قلبه التنظيمات المعروفة عسكرياً بـ "جيوش الغوريلا"، وهو تنظيم تمكن من السيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والثقيلة.

ورغم الأسلحة التي تتصدر العناوين مثل الطائرات الحربية والدبابات والمدفعيات الثقيلة والسيارات العسكرية المصنوعة في أمريكا، إلا أن معظم عناصر التنظيم لا زالوا مسلحين بتشكيلة من الأسلحة الصغيرة التي تعود لزمن الاتحاد السوفييتي، بالإضافة إلى أسلحة M4/M16 الأمريكية الصنع، والتي يعتمد عليها من يواجههم من العراقيين والأكراد والسوريون.

وتمكن التنظيم من الاستيلاء على معظم الأدوات الثقيلة التي بحوزته خلال التقدم الخاطف الذي أجراه في العراق، إلا أن ذلك ليس الأساس في نجاحهم بساحات القتال، لكنها يمكنها أن تساعد التنظيم في الشك بأي خطط لمواجهته، لأنه يتوجب أخذها في عين الاعتبار في حال مواجهة مباشرة ضمن المسافات التي تضمن قدرة هذه الأسلحة على إصابة أهدافها.

فعند مواجهة التنظيم في مواقع محددة، يمكن لأعضائه بالفعل استعمال المدفعيات الثقيلة والأسلحة الحديثة والدبابات التي تملك كفاءات أكبر وأفضل فاعلية للقضاء على الخصوم، وبالذات قوات البشمركة الكوردية، إذ أشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن "داعش" استخدم دبابة " M1A1 Abrams" خلال محاولته السيطرة على سد الموصل، قبل أن يتراجع بسبب ضربات جوية أمريكية.

وهنا تأتي القوة من الضربات الجوية، خاصة مع هشاشة المدفعيات الثقيلة والدبابات والسيارات العسكرية أمامها، وعند التركيز على شنها في مناطق مفتوحة مثلما حدث في سد الموصل، وما يحصل حالياً في المواجهات بمدينة كوباني.

وهنالك مالا يمكن للهجوم الجوي فعله، وهو أن يقوم ببساطة من التقليل من أكثر ميزات التنظيم فاعلية، القيادة العسكرية القوية في ساحة القتال، والتوحد التكتيكي الهائل والعنيف في الهجوم، يمكنني تشبيه أساليب عناصر التنظيم بالهجوم بحملات "بليتزغريغ" الألمانية في بدايات الحرب العالمية الثانية.

إذ يعمد عناصر التنظيم على هجوم سريع ومنسق جيداً بدعم من المركبات، والتركيز على نقاط الضعف لدى عدوه، تحت غطاء من القصف المدفعي بعيد المدى مصحوب بقذائف الهاون.

وهنالك ميزة عسكرية أخرى تتمثل بالالتفاف حول المراكز الدفاعية لخصومهم، والقضاء على أي مدافع يحاول الانسحاب، وهذا تكتيك نفسي بقدر ما هو مخصص بالتحركات، ويتم تضخيمه من خلال القصص المروعة والتعذيب التي تنشر من قبل التنظيم في المناطق التي يخضع سيطرته عليها.

حتى أكثر القوات العسكرية اندفاعاً وأكثرها جاهزية يمكنها أن تجري انسحابات تكتيكية إن شعرت بخطر محاصرتها من قبل عدد غير معلوم من القتلة المزودين بأسلحة أفضل، ولكن ما حدث في الموصل كان مهاجمة التنظيم لقوات قليلة التحفيز، وحتى هجومات مجموعة صغيرة مثل "داعش" أدى إلى زرع الرعب والهلع بين صفوف الجنود.

أما مدينة كوباني، فهي تشكل عملية غير اعتيادية لتنظيم "داعش" إلى حد ما، حيث التزم عناصره في معركة ثابتة مفتوحة ساعدت في إضعافهم أمام الهجمات العسكرية، فرغم محاصرة التنظيم للمدينة وقيامه بالعديد من المحاولات المنسقة للاقتراب من مركزها، إلا أن أسلوب "فرم اللحم" الذي تشهده كوباني، بالانتقال من شارع لآخر لن يصب في صالح "داعش."

ضد جيش لا يملك مكاناً للانسحاب، وبدعم جوي، فإن التنظيم، الصغير عدداً والذي يعتمد على العامل النفسي كسلاح له، يواجه تحدياً صعباً، بالتعامل مع شجاعة مقاتلين أكراد أقلاء، هم من يحول دون استيلاء "داعش" على المدينة، إن الهجومات الجوية تعتبر أساسية، لكنها لن تتمكن وحدها من إخراج عناصر التنظيم من المدينة.

وفيما يتعلق بالأساليب الدفاعية لـ "داعش" يبدو وأنه يعمل على تحريك عناصره القوية بشكل سريع لمواجهة هجمات القوات العراقية والبشمركة، كما أن معظم "الجبهات" التي تمتد شمالي العراق وسوريا، يملك التنظيم عناصر قادرين على إيقاف أي هجومات محتملة في خطوط الدفاع باستخدام مزيج من نيران المدفعيات والرشاشات الآلية والقناصين.

ووفقاً للوضع الفوضوي للقوات التي تقاتل ضد التنظيم، والعوائق التي تواجه الهجومات الجوية في الحد من التوسع في امتداد التنظيم، قد يبدو ذلك كله كافياً للسماح لـ "داعش" في السيطرة على دولة الخلافة الجديدة ولفترة طويلة من الزمن.

28/5/141020

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك