المقالات

القوات البرية للتحالف الدولي إلى العراق ....الأسباب والنتائج ؟!

1465 18:33:07 2014-10-18

مع عبور أخر جندي أمريكي إلى الكويت ضمن طابور مؤلف من نحو 100 مركبة مدرعة عسكرية أمريكية تقل 500 جندي أمريكي سار عبر صحراء العراق الجنوبية خلال الليل على امتداد طريق رئيسي خال إلى الحدود الكويتية، انتهت بذلك صفحة سوداوية في تاريخ العراق الجديد لتبدأ صفحة أخرى أكثر مأساوية هي صفحة الإرهاب الأسود الذي بدأ مع بدايات عام 2005 يتفنن في أثارته للطائفية والقتل العشوائي للمدنيين ، وبأسلوب طائفي خطير .
الملاحظ خلال العامين المنصرمين، أن الوضع المتأزم في تزايد مستمر منذ خروج القوات الأمريكية، حيث الوضع الأمني في تزايد ملحوض لأعمال العنف وانتشار الجدران الكونكريتية على طول بعض المناطق في ظل أعمال العنف التي تضرب العاصمة بغداد ، والتي تستهدف المدنيين الأبرياء وإيقاع اكبر عدد من الضحايا بين صفوفهم .

أكثر من 8000 شخص استشهدوا نتيجة الأعمال الإرهابية عام 2013 حسب إحصائية وضعتها الأمم المتحدة، حيث أن معظم القتلى هم من المدنيين الأبرياء راحوا ضحية التفجيرات التي ضربت المدن العراقية عموماً .  اعمال العنف التي بدأت تدريجيا في المناطق الغربية عام 2011 بعد خروج القوات الأمريكية منها، حيث كانت تشهد اعتداءات على القوات الأمنية من قبل مسلحين موالين لنظام البعث وضباط الجيش والاستخبارات والمخابرات وفدائيي صدام وغيرها من تشكيلات النظام القمعية ، حيث شهدت الانبار موجة احتجاجات ضد الحكومة بقيادة المطلوب للقضاء طارق الهاشمي التي راح ضحيتها جنود وبعض المدنيين وهروب المطلوب للقضاء العراقي إلى خارج البلاد.

هنا نتساءل لماذا اعمال العنف ازدادت مع خروج القوات الأمريكية ؟!! ، ولماذا هذا التقصّد في أضعاف الجيش العراقي ، وعدم تمكينه من السيطرة على أراضيه ، ومنع تسليمه السلاح من طائرات وأسلحة وأجهزة حديثة ومتطورة ؟! .

أحداث الموصل كشف وضعاً خطيراً في التعاطي مع العصابات الإجرامية من ارهابيي القاعدة "داعش" والذي زاد الأمر تعقيداً تحالفهم مع بقايا البعث وسقوط المدينة في أقل من ثلاث ساعات ليبدأ الداعشيون حرب التحرك نحو المدن القريبة من الموصل باتجاه صلاد الدين وكركوك وديالى .
مجلس محافظة الانبار الذي طالب في وقت سابق في دخول قوات أمنية إلى المحافظة ، وتحريرها من سيطرة "داعش" هي خطوة وصفت بالغير المسؤولية من مجلس المحافظة ، في حين أن من يقاتل اليوم بجنب الداعشيون هم من البعثين ورجال النظام السابق الذي أوغلوا قتلا بالشعب العراقي بوسائل وحشية من قتل وتعذيب ومقابر جماعية . 

ربما مخطط الأمريكان احتلال العراق من جديد ، ولكن هذه المرة بطريقتهم هم ، من خلال إدخال العصابات الإرهابية "داعش" إلى الموصل بمساعدة الفاسدين في الحكومة العراقية السابقة والتي كانت على علم ودراية بدخول هذا التنظيم إلى المدن العراقية وخصوصا الموصل ، واليوم هذا الإعلان عن دخول الجيش الأمريكي يفتح كافة الاحتمالات والتساؤلات عن المغزى وراء دخول هذه القوات إلى الانبار ، خصوصاً أن الحكومة الأمريكية ربما لاتفكر في العودة إلى العراق لأنها لا تريد خسائر أكثر في العراق من العدة والعتاد والخسائر البشرية، لاسيما وان الحكومة الأمريكية دفعت ثمن اجتياحها للعراق، وهو الأمر الذي اعترف به أكثر من مسؤول أمريكي، كما أنها لا تريد تبديد أحلام جنودها الذين تركوا العراق تاركين خلفهم ذكريات سوف لن ينسوها ابدا.

أن من يطالب بدخول قوات برية إلى العراق تحت حجج التخليص من داعش يجازف بمستقبل العراق وسيادته ، وأن أبناء القوات المسلحة وأبناء الحشد الشعبي والعشائر العراقية الأصيلة هم قادرون على طرد عصابات داعش وتحرير الأراضي العراقية من دنسهم.
ما نحتاجه اليوم هي وقفة سياسية من جانب ورفع الهمم لقواتنا العسكرية من جانب آخر ، والوقوف بحزم أمام المخططات الخبيثة التي تحاول النيل من وحدة أرضنا وشعبنا الجريح ، وعدم السماح بتنفيذ المخططات والأجندات الخارجية التي يراد منها تمزيق العراق وإعادة رسم المنطقة وفق نظرية بايدن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اكرم عبدالله المضايفي
2014-10-18
الاستاذ محمد الساعدي المحترم/ احترم كلامك هذا واسالك هل هناك جيش في العراق فغلا يتمكن من طرد داعش الذي دخل الى الموصل خلال ساعات وكان في الموصل انذاك حوالي 60 الف عسكري لم يتمكنوا من منع 200 او 300 مرتزق والان تقول بانك لاتريد قوات برية اجنبية ؟؟ مضت اربعة اشهر وكل يوم يتقدم داعش للاستيلاء على محافظات او اقضية او نواحي او قرى وهذا ما نقراه في الصحف العراقية وليس الاجنبية فهل تستطيع ان تخبرني متى ستحرر العراق وكيف ؟؟؟ وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك