التقارير

الحملة الأميركية ضد الإرهاب، ام لرسم حدود إمارات التطرف ؟

1156 08:10:25 2014-09-22

سركيس ابو زيد * كاتب ومحلل سياسي لبناني

استغلت الولايات المتحدة تمدد " داعش " على ضفتي الحدود السورية والعراقية وخوف جيرانها من قدرتها على اجتياح الحدود والدول والمجتمعات فاعلنت حربها الثانية على الإرهاب لارهاب دول المنطقة وإعادة رسم حدود الامارات التكفيرية المتطرفة . حربها الأولى ضد  "القاعدة " باءت بالفشل . جردة حساب سريعة تظهر ان الإرهاب توسع اكثر واصبح اكثر توحشا وبطشا وانتشارا  .  وهكذا أزداد الحديث عن خطورة ھذه الظاھرة التي تتجاوز سوريا والعراق  لتصل إلى الخليج و أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

 حملة اميركا جادة ام إعلامية واستعراضية ؟

 حاول أوباما الهروب من استحقاقات ما يجري في المنطقة ، فاضطر  الى الانخراط في المعركة  لان هناك مخاوف أميركية من أن تتوسع "داعش" بالزحف نحو دول  أخرى. ما يقلق الرئيس الأميركي ھو أن يعود الإرھاب الى الساحة الأميركية حيث يتردد أن لـ "داعش" خلايا نائمة داخل الولايات المتحدة، وأن زھاء    200أميركي يقاتلون في صفوف "داعش " .

كما أن واشنطن قلقة من إمكان استيلاء التنظيم، على أسلحة كيماوية  من بينها غاز الكلور، بعدما استولت على مستودع للأسلحة  الكيماوية في العراق. ھناك مصلحة أمريكية في القضاء على تمدد "داعش" في العراق، وربما يكون أحد أھم عناصر تحقيق ذلك ھو عن طريق إضعاف بيئتها ومستودعها الاستراتيجي في سوريا، وذلك  للتخلص من التهديد القائم على النفط العراقي ومن إمكانية تعاظم قوة التنظيم ليصل تهديده الى الغرب .

فالحرب على "داعش" لن تكون عسكرية فحسب.، انها سياسية بامتياز ولن تنجح الحرب على الإرھاب ما لم تجد أزمات المنطقة تسويات وحلولاً مرضية لكل اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين..

فقد أيقظت المخاطر الوجودية  مخاوف جميع اللاعبين في الشرق: أسقطت سياسات وحدوداً وأحلاماً وأوھام، ونجحت في تحريك  أكثر من ساحة  ومسألة.

فالتحالف الدولي الذي يتشكل لمواجهة  "داعش" فرضته الضرورة القصوى وليست القناعات والسياسات الواقعية . قام على صفيح ساخن وتداعي مواقع ھنا وھناك. كأن ظروف الصفقة الكبرى لم تنضج بعد، تظل المنازلة الحاسمة في سوريا ھي المحك،  لمدى جدية أھل المنطقة ولعزيمة المسؤولين الأميركيين والأوروبيين الذين يعدون العدة لضرب "داعش"  ، ويقرون باستحالة القضاء عليها ما لم يشمل مسرح العمليات الساحة السورية و لبنان الذي ينجر إلى الأتون المشتعل. أيًا كان شكل التحالفات والتفاھمات في الحرب على "داعش"، فإن القضاء على حركات الإرھاب سيظل رھن الصفقة الكبرى التي تعيد التوازن بين قوى الإقليم .

فلو كانت واشنطن صادقة في حربها ضد الإرهاب كانت افسحت المجال امام مجلس الامن باتخاذ قرار اممي يشرك المنظمة الدولية بما فيها روسيا والصين وايران والحكومات الشرعية لاسيما سوريا والعراق ولبنان .لكنها فضلت استغلال الإرهاب لانشاء محور جديد للضغط على روسيا وايران وسوريا .وتعزيز الانقسام في العالمين العربي والإسلامي وأثارت صدام المحاور والفتن حتى تتمكن مع إسرائيل على ضبط الصراعات والتحكم بمسار الدول ومستقبلها .

لذلك  اعتمدت اميركا على الاكراد في شمال العراق كطرف رئيسي  لقتال "داعش"،حتى تقدم لهم فيما بعد كمكافأة وهدية لمساهتهم دولة كردية تتوسع في العراق وتتمدد في سوريا وتقلق ايران وتركيا  . لذا قامت بعملية تسليح وتقوية جيشهم (البشمركة)، حيث بدأ الأكراد يعدون أنفسهم لدور رئيسي في قتال تنظيم "داعش" المتمركز في شمال شرقي  سوريا حيث معاقل الأكراد الأساسية في الحسكة ودير الزور والرقة والقامشلي.

وفي ھذا السياق بدأت عملية تعاون وتحالف بين الأكراد وفصائل عسكرية في شمال سوريا، لقتال "داعش". حيث  أعلنت عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة، فحققت "وحدات حماية الشعب الكردي"  في الحسكة(شمال شرقي سوريا)  ، تقدما نوعيا.  .

السؤال هنا: ھل تعمل واشنطن للقضاء على "داعش"؟ و كيف؟ وماذا بعد ذلك؟

روسيا لاتعتقد أن هذه الحرب ضد "داعش" ستكون ناجحة من دون الشريك الإيراني، ولكن هذا لم يتحقق بفضل الامريكين الذين وبالاتفاق مع دول خليجية أحبطوا هذا التوافق بسبب دورها في سوريا كما يدعون.

وبالرغم من ان العلاقة بين إيران والولايات المتحدة تتصف بالتجاذب بين الطرفين  ، فجون كيري يصرح تارة بأنه لا دور لإيران في هذه الحرب بسبب تورطها في سوريا، وتارة أخرى يوحي بأن هناك تعاوناُ مشتركاُ يجري بينهما بشكل غير مباشر..

من الواضح أن واشنطن غير متفقة مع إيران في سورية، فهي لاتريد اي تنسيق عسكري معها لأن ذلك يتطلب مفاوضات حول مستقبل  سوريا، الذي من شأنه أن يفتح على الخط نفسه على المفاوضات النووية  مما يؤدي إلى خلط الأوراق والحصص والعروض، فكلاهما بحاجة إلى التنسيق بينهما للحفاظ على مصالحهما والقضاء على المد الداعشي في المنطقة..

    المسألة تختلف في سوريا، بالرغم من أنه يشكل الميدان الهدف الرئيسي في هذه الحرب، فلا اميركا وحلفاؤها راغبون في ضرب "داعش" وتقوية النظام السوري  وإيران،ولا روسيا وايران يقبلان في اتخاذ هذه الخطوة كذريعة لضرب النظام  ، والخطة الأميركية تهدف الى إضعاف الطرفين "داعش" والنظام، وإرساء توازن قوى جديد يتيح أما إدارة لأزمة طويلة، وإما حلا سياسيا يكرر النموذج العراقي (فدرالية الأرض) او النموذج اللبناني ( فدرالية الجماعات ).

 الحملة الأميركية قد تبدأ في العراق وتتوسع باتجاه سوريا ولبنان لرسم حدود داعش وتهديد سوريا والمقاومة في لبنان .لكن اميركا قادرة على بدأ المعركة لكنها غير قادرة على التحكم بنتائجها وبنهايتها . وفي كل الحالات المعركة بدأت ومصير المنطقة تقرره شعوبها .

منطقة الشرق الأوسط في سباق بين حروب صغيرة وتسويات بالمفرق لان الحرب الشاملة مكلفة والتسوية الكبرى متعثرة ومؤجلة حتى الان .

19/5/140922

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك