المقالات

في بلدي قد مات بلدي!.

1486 05:47:25 2014-09-21

كنت جالساً ليلة أمس, حتى اللحظات الأخيرة, رأيت بعيني رحم السماء ينفتح, ويولد الفجر, وظهر أول بصيص للنور, بعد أن مر ليلٌ طويل, أخذتني ساعاته الى ذكريات الماضي السحيق, وأيام العمر الغابرة, وأحتضتني سنوات الحاضر المتعبة, وكيف تغيرت عندما أذاقتنا طعم الحرية الكاذبة, والديمقراطية الواهمة.
تصرخ السماء بصرخات صامتة, وهي تطلق طلقاتها الأولى, لولادة فجر جديد؛ لا يسمعها إلا الذين غرقوا في همومها, وأنين الحسرة يقتلهم, عندما تذكروا الأبناء والأحباب, كيف رحلوا للخالق الجبار, من دون وداع.
اتكأت على وسادتي كي أريح بدني المتعب, وأحلم بعراقٍ لا يقهر, تذكرت تلك الوسادة العفنة المسماة (داعش), وكيف اتكأ عليها أصحاب العقول الخاوية, المحشوة بأنواع الأكاذيب, كي يحلموا بعراق مقطع ومجزأ, (فليعنكم التاريخ) إنكم عقارب بشرية, ورغباتكم شيطانية, لفيف لا تجدوا إلا من زرع الفتنة والقتل طريقاً, للوصول لغايتكم, فأعمت عيونكم الكراسي, وبعتم أنفسكم للمناصب.
وأنا أدرس في مدرستي, قال لي مرة أستاذي, نريد أن نبني وطناً, يحافظ على كرامتنا, وليس للإرهاب مكان, والإنسان فيه إنسان, ومن حقه أن يتحزب, ولكن ليس من الحق طوي عنق الحقائق وتشويه الواقع, فهذا مناقض لقيم الحرية, أخذتني عباراته بعيداً حتى ظلت راسخة في ذهني, كم أنت رائع ووطني, وأصيل, أبداعك فاق تصوري, وأنت تصوغ عباراتك الرنانة عن الكرامة والحرية, وحب الوطن والإنسان.
بيان هام على الشاشة الصغيرة, منظر أصبح فيه الإسلام مشوهاً, ونحن نرى صوراً لقتلة مأجورين يتلذذون بقتل الأبرياء, بكواتم أسلحتهم, باسم الدين, منظر تعودنا عليه, إلا في ذلك اليوم عندما صدمني أستاذي, حين أصبح داعشياً سفاحاً, وأضحى مطلوباً للعدالة!, فأمست الحرية بين الأيدي القذرة, والعقول المتحجرة. 
ابتسامة كئيبة مصحوبة بالمرارة والسخرية, عندما انقلبت الموازين, فتشوهت صورة أستاذي, آما كان لك أن تكون إسلامياً معتدلاً, ومعلماً وطنياً, في نفس الوقت!. 
في بلدي كلمة عتاب كبيرة, خرساء تحكيها!, لمجموعة ساسة من كل الأصناف, آذانهم صماء, في بلدي لا نعرف يأساً, نمحوه من بين الأسطر, فاليأس لغة الضعفاء, في بلدي سفاح همجي, جاءنا من خلف الحدود بقسوة سكينه, حين يحصد رؤوس العرسان كل يوم, لكنه لن يقتل عزمنا, وبصيص الأمل فينا, في بلدي قد مات بلدي, حتى أمسينا غرباء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك