المقالات

حكومة العبادي ومعامل الأمن الجديدة

1286 01:28:30 2014-09-17

نترقب بِشغف؛ إكتمال الكابينة الوزارية، بعد العُسر الذي رافقها منذ بداية تشكيلها حتى هذه اللحظة، وكثيرٌ ما تكون الخواتيم مليئة بالصدمات، والمفاجآت، وما يداعب مخيلنا؛ أن تكون الخاتمة مسك، ويتولى وزارتي الدفاع والداخلية؛ وزراء تهون بِعهدهم المطامح، ويصنعوا الأمن بعد إن طالت غيبته، حتى في أحلامنا، وطاولنا السأم والضرر من صناعة الأمن المزيفة. 

أحد عشر عاماً، نعيش في كنف الأمن المزيف، كالموتى الأحياء، فما يفصلنا عن الموت؛ أسلاك واهية، وخيوط رفيعة، ننتظر الدور، لتتشظى أجسادنا، إثر مفخخة، أو لغمٌ مزروع على أحد الأرصفة، أو رصاصة مجهولة، لنبقى دروع بشرية في سبيل نجاح العملية السياسية، وضمان ديمومتها، ويبقى" رنكَو" في تصريحاته النارية، كالأسد يزئر بِوجه الإرهاب!

الحقيقة لا يحجبها غربال؛ فشل الأمن، نتيجة طبيعية لإدارة سياسي الصدفة، وإستحواذه على الوزارات" الدسمة" لتسير الحكومة في منعرج الفساد، تحت كارثة" الإدارة بالوكالة" لوزارتين، تُقدر أهميتهما في الوقت الراهن، بنصف الدولة، من حيث الموارد البشرية، والميزانية الهائلة التي تتمتعان بها؛ الأمر الذي يتطلب تنصيب وزراء مهنيين، مع مستشارين عسكريين، وكمٌ هائل من الطاقات، حتى تقف كل وزارة، أمام موجات الإرهاب المتواصلة، ومخاطر إحتلاله للمدن، والقرى.

ما لا يقبل الشك؛ إن المهمة التي ستُلقى على عاتق من سينالون منصبي الدفاع، والداخلية، ستكون صعبة للغاية؛ لوجود ترسبات ثقيلة من الفساد، بين وطأت البعثيون، وتوليهم المناصب العسكرية، والأمنية الحساسة من جهة، وتكاثر " الفضائيون" تحت راية القادة! وإرضة الفساد التي حطمت المؤسسة العسكرية بُرمتها من جهة أخرى؛ أنهما منعرجين كان لهما الأثر الكبير، في إنتكاسة الموصل، والمناطق المحاذية لها، الأمر الذي جعل المعالجة تتطلب جهداً عالٍ في إتخاذ السبل الكفيلة لإجتثاث هذه الآفات الضارة. 

ليس هنالك مضيعة للوقت، وينبغي إختيار مُرشحين لتولي المنصبين الأساسيين في صناعة الأمن، وليكتمل الفريق الحكومي، والإسراع في إتخاذ القرارات الجريئة؛ لتُحسم المعركة مع داعش، كخطوة يمكن أن تترك بصمة مُشرفة لحكومة العبادي في بداية عملها على الأرض، وتُفسح لها المجال، لإعادة الثقة التي فُقدت جراء الحكومات السابقة، وفشلها في إحتضان الشعب تحت سقف المواطنة.

عُلقت آمال العراقيين، وأرتبطت بالتغير الحكومي، ونجاح وزارتي الدفاع، والداخلية في حسم الحرب ضد الإرهاب، وعودة النازحين إلى ديارهم التي سُلبت من قبلِ عصابات داعش؛ إلى جانب الدور الذي سيلعبه صُناع القرار في إنهاء القضايا العالقة في جسد الحكومة، هو بمثابة ثمار بذرة التغيير التي نترقبُها ، لكي نلتمس وجودها، وليس مجرد أضغاث أحلام، لا تمت إلى الواقع بِصلة.

أعطاب معامل الأمن كارثية، تسببت في زهق الأرواح، ونزوح الآف من السُكان، وإحتلال مدن، وقرى، لهذا ننتظر إعادة تأهيل لهذه المعامل، وتطهيرها من الفساد الذي عصف بها، غبار الماضي القريب الذي خيم على أجهزتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك