المقالات

أجا يكحلها ... عماها

1864 19:29:30 2014-09-16

يحكى أن طبيباً فحص رجل في المستشفى مصاب بحروق طفيفة جاء به عدد من الرجال من أقاربه وأصدقائه وأثناء المعاينة انتبه الطبيب إلى أن الرجل أيضاً مصاب بكسور ورضوض شديدة فسأل احد مرافقيه عما حدث فأجابه بأن الرجل قد شبت فيه النار أثناء العمل ولما سأله الطبيب عن سبب الكسور والرضوض أجاب لأننا أطفأنها بضربه بالعصي . أن معالجة الكثير من المسائل الاقتصادية والسياسية والتربوية والثقافية في العراق أقرب ما تكون لهذا المثال.

أن المنطق يقتضي أنه عندما تكون مشكلة يكون التصرف منطقي ، هو التعقل والتفكير بحلول مناسبة ، تكون عملية قابلة للتطبيق ولا ينجم عنها أثار سيئة لأي طرف أولا ، وثانياً تضمن عدم تكرار المشكلة نفسها مرة أخرى .

أن الحلول العشوائية للمشكلات التربوية في العراق يؤدي بدوره إلى بروز مشكلات جديدة تفوق في حدتها المشكلة الأولى ، وكل ما يسمى حلولاً هي في الواقع مجرد مسكنات لإيقاف الآلام مؤقتا ولكنها تسبب الإدمان عليها . فأن امتحانات الدور الثالث وضعت حلا للمشكلة مؤقتة ولكنها أصبحت واقع حال يطالب بها السياسي أولاً عسى أن يكسب بعض الجماهير ، ويطالب بها ولي أمر الطالب وكذلك الطالب ولكنها مخالفة للأنظمة والقوانين التربوية .فلطالما عالجت وزارة التربية مشكلة تربوية دون تفكير بجذور هذه المشكلة والسعي لإيجاد حلول جذرية لها عبر سن تعليمات مناسبة التي تؤدي إلى حصر المشكلة ومن ثم القضاء عليها تدريجياً .فأن الوزارة لم تستطع القضاء عليها وغاية ما تفعله هو نقلها من السطح إلى العمق ، بحيث تصبح ظاهرة خفية لا يراها الناظر ولكنها تنخر العملية التربوية في العراق من العمق . 

إننا نعتب على وزارة التربية عدم قراءتها للواقع التربوي بالشكل الصحيح وإنها لا تسعى أن ترتقي به إلى مصافي الدول المتقدمة وحتى إلى البلدان المجاورة للعراق . هل بسبب قلة الأموال المخصصة للتربية ، أم قلة الكوادر التربوية ، أم سوء التخطيط ، أم ضعف القيادات التي تتبوأ المناصب في التربية ؟. نعرف إن مشكلة عويصة حلت بمشكلة اكبر منها ، فمشكلة قلة الأبنية المدرسية عولجت بالدوام الثلاثي والرباعي أحيانا مما أثر على المستوى العلمي للتلاميذ . واليوم تريد وزارة التربية تعالج الوضع ألامني المتردي في بعض المناطق من العراق بتأجيل الدوام الرسمي إلى يوم 20 / 10 / 2014 وهذا التأخير في الدوام لم يحدث حتى في الوقت السابق عندما كان النظام البائد يخوض حروبه الطائشة التي لم تعرف متى تبدأ ومتى تنتهي . 

أن قرار وزارة التربية بتأجيل الدوام الرسمي من 21 / 9 / 2014 إلى 20 / 10 / 2014 . قد ارتكبت خطيئة كبرى اتجاه الطلبة والتلاميذ والهيئات التدريسية والتعليمية بعدم مراعاتها لظروفهم ، وكان الأجدر بالوزارة إن تقدم الدوام لكي تعوض أيام العطل الكثيرة التي يعاني منها الدوام المدرسي مما يؤثر على عدم إكمال المناهج الدراسية ، وان أكملت فأنها على حساب المستوى العلمي للطلبة والتلاميذ .

أن أي تأخر في الدوام الرسمي للمدارس فأنه سيخلق مشاكل لم تحسب لها وزارة التربية مستقبلا ً ، ولم تستطع معالج الأمور بصورة عقلانية ، بل ستكون حلولها رقعيه على حساب الطالب الذي يسعى دائماً إلى شق طريق مستقبله ويتفاجىء بالعراقيل التي تضعها الوزارة أمامه .
فمهما كانت الظروف التي يمر العراق ، فأن على وزارة التربية أن تضع الحلول الواقعية التي تستطيع بها انتشال العملية التربوية من التدهور . فأن عليها أن يستمر الدوام الرسمي في المحافظات المستتبة فيها الأمن ويكون التأجيل في المناطق التي يكون الآمن ضعيف إلى حين . 

لقد خيب وزير التربية الجديد أمال الشعب العراقي بهذا القرار ، بعد إن كانوا يحلموا بإصلاح العملية التربوية والارتقاء بها ، فقد بان التدهور منذ لحظة إصدار هذا القرار ، وأضاف إلى العملية التربوية عبء جديد إضافة إلى الأعباء التي تعاني منها . فأنه ينطبق عليه المثل القائل ( أجا يكحلها عماها ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك