المقالات

إنتهى الكلامُ...فلْيبدَأ التنفيذ

1353 01:31:53 2014-09-16

منذ شهرين، وحديث المجتمع الدولي عن خططه في الحرب العالمية الشاملة على الارهاب في العراق يصمم آذاننا.
لقد سمعنا زعماء العالم، مجتمعين ومنفردين، يتحدثون عن خططهم بهذا الشأن، بدءاً من خطابات الرئيس اوباما وانتهاءا بالخطابات الرنّانة التي سمعناها اليوم في مؤتمر باريس، مرورا بخطاباتهم في قمة الناتو وبعدها في اجتماع جدة.
وبرأيي، فانهم أدلوا بما يكفي من خطابات سياسية وأحاديث إعلامية، واستفرغوا كل طاقاتهم الأدبية والإنشائية لتهيئة الراي العام لقبول الخطة التي يصفونها بالشاملة.
وبذلك يكون مؤتمر باريس اليوم هو آخر محطات الكلام، لتنطلق بعده مرحلة العمل والتنفيذ، فالارهاب لا تقضي عليه الكلمات والخطابات، وإنما الفعل والتنفيذ.
ان الإحساس بانطلاق مرحلة الكلام لا يحتاج الى كثير عناء، فالكلام عادة ليس عليه ايّة ضريبة كما يقولون، فهو مجاناً لا يدفع المتحدث عليه اي ثمن، ولذلك رأيناهم كيف يتسابقون للوقوف امام عدسة الكاميرا ليدلون باحاديثهم كيف يشاؤون، موظِّفين كل قدراتهم الأدبية والشعرية والعاطفية لإثارة المتلقّين، كل حسب ثقافته وطريقة تفكيره.
اما اذا اردنا ان نتلمّس انطلاق مرحلة الفعل والتنفيذ، فهذا يكون من خلال ما يلي:
اولا: تسليم العراق كل ما يحتاجه من سلاح في حربه على الارهاب فورا، بعيدا عن الروتين والبيروقراطية.
ثانيا: البدء بالخطة العسكريّة الميدانية فورا، ليلمس العراقيون نجاحات ميدانية واضحة.
ثالثا: مد الجسور الجويّة الدوليّة والاقليميّة اللازمة لإيصال المساعدات الانسانية الى النازحين في مختلف مناطق العراق فورا، فظروفهم الاجتماعية لا تتحمل المزيد من الانتظار.
رابعا: بدء نظام القبيلة الحاكم في دول الخليج، وخاصة في الجزيرة العربية وقطر، بتحويل الأموال التي كانوا يبعثونها الى الارهابيين، والتي قدّرها السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي امس باكثر من () مليارات دولار ساعدت الارهابيين على السيطرة على مدينة الموصل وبقية المدن والبلدات في سهل نينوى وغيرها، تحويلها، وأضعافها، الى العراق كتعويضات أوليّة لأسر ضحايا الارهاب كأول بادرة حسن نيّة، فالعراقيون الى الان ينظرون الى مشاركة نظام القبيلة في هذه الحرب بشكّ وريبة، وهم يتساءلون؛ كيف يمكننا ان نثق بمنبع الارهاب الاول في العالم مشاركته في الحرب على الارهاب قبل ان نلمس منه اية خطوة إيجابية عملية؟.
خامساً: كما ينبغي كذلك على نظام القبيلة ان يبادر فورا الى ما يلي:
الف؛ إصدار الفتاوى التي تحرّم الدم العراقي، وخاصة دماء الشيعة والأقليات كالمسيحيّين والشبك والتركمان والايزدييّن وغيرهم.
باء: إصدار الفتاوى التي تحرّم القتال في العراق تحديدا، كما تحرّم الانتماء ودعم وتأييد الارهابيين ولو بشقّ كلمة، والإعلان عن غلق باب (الجنة) من العراق ولملمة موائد الغداء والعشاء مع رسول الله (ص)!.
جيم؛ إغلاق قنوات الفتنة كافّة وتغيير الخطاب الاعلامي الطائفي والعنصري الذي يحرض على الارهاب بشكل مباشر او غير مباشر.
سادساً؛ امّا بالنسبة الى الأردن التي انخرطت في التحالف الدولي للحرب على الارهاب فوقّعت على بيان جدّة وحضرت اليوم مؤتمر باريس، فان عليها فورا طرد كل العناصر (العراقية) الارهابية، خاصة ايتام الطاغية الذليل صدام حسين وكذلك العناصر التي تدعي علناً تأييدها وتعاطفها مع الارهابيّين في العراق.
كما انّ عليها إيقاف كل الإجراءات العدوانية التي تتعامل بها مع المواطنين العراقيين الشيعة سواء المقيمين على أراضيها او الذين يمرون في مطاراتها.
كذلك، عليها ان تراقب وتضبط حدودها مع العراق للحيلولة دون تسلل الدواب الى داخل العراق لتفجير نفسها في جموع الأبرياء.
سابعا؛ اما تركيا، فان عليها اولاً طرد كافة العناصر الارهابية التي تجمّعت على أراضيها، فلا ترسل المزيد منهم الى داخل العراق، بالاضافة الى السعي الحثيث لضبط الحدود مع العراق، الذي يتمنى ان تكون أنقرة قد استوعبت الدرس فلا تلهث مرّة اخرى وراء أجندات نظام القبيلة الفاسد مقابل حفنة من أموال البترودولار.
نتمنّى على أنقرة ان تبدأ صفحة جديدة في العلاقة مع بغداد، فتوظّف التغيير السياسي الذي حصل في البلدين من اجل علاقات حسنة تقوم على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون العراق بأي شكل من الأشكال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك