المقالات

آمرلي .. ستاليغراد العراق..

1941 01:40:26 2014-09-02

صاحب الحق لا يُهزم, وسينتصر, هذه هي الحقيقة التي نؤمن بها إيماناً مطلقاً, ومن هذا المنطلق كتبَ رجالنا الأبطال في آمرلي انتصاراتهم, بأحرف من نور, سيذكرها التاريخ, وكيف لا وأنهم تصدوا للهجمة البربرية التي ألمت بنا, من وحوش المصانع الأمريكية, والصهيونية, والخليجية.
ثمانون يوماً, وآمرلي محاصرة من جرذان الصحراء, وأفاعي الغدر, وهي واقفة بكل عزة وإباء, لأنها مؤمنة بأن علي بن ابي طالب (عليه السلام), واقف معها.

رسمت امرلي لوحة مطرزة بالإيثار, حين جعلت من الحصار سُلمَّاً للنجاح, ومن الجوع وسيلة للكفاح, ومن الصمود طريقاً للنصر, وتصدرتها العزيمة والإرادة, لحياة حرة كريمة, لوحة على شكل رسالة كونية عملاقة, ذات أهداف روحية عظيمة, الى كل الساسة, لتعلمهم معنى التضحية من أجل العِرض والأرض, لا السعي نحو المكاسب الفانية, التي يلهثون ورائها, متناسين العراق وتربته الطاهرة. 

البداية الحقيقية لهزيمة داعش, واتضاح صورتهم الهزيلة, وحجم خذلانهم, كلها من جراء صبر أبناء امرلي, وهي صامدة شامخة في غاية العنفوان, والرفعة, فقوة تصديهم كانت مؤثرة, كالزلزال الذي ارعب (البعبع), وحطم الصورة التي رسمت لداعش, على أنه قوة لا تُقهَر, هكذا هم أبناء آمرلي, ينبوع زاخر بالحكمة, والشموخ, والحرية, وطاقة جبارة أمدت الى باقي المدن والقرى, بمشاعر الفرح والنصر, لأنهم تاريخ حي, ووثائق لا تموت أبداً, تعيش مليئة بالحياة, طالما حيينا.

رسالة واضحة وعالمية في نفس الوقت, أرسلها الأبطال في آمرلي الى كل الساسة, وكانت كلماتها, علوية حسينية, مفادها يمكن أن نخسر معركة, ولكن ألا نخسر الحرب كلها, وهكذا تعلمنا منها الدرس جيداً, حين ارتفعت مقادير الغيرة حَدّ السماء وانتصرت, وأنها ستكون بداية النهاية لداعش الأجرامي, وفكرهم التكفيري.

آمرلي ستغير مجرى الأحداث, في المعركة الدائرة مع الزمرة التكفيرية, لأنها الصاعقة التي أحرقت داعش, وأصبحت طريقاً للنصر, وسيسير عليه الجميع.  رغم أنه كانت هناك ازمة ضمير, في التعامل مع واقع آمرلي الخطير, الذي مرت به, فالجزء الذي لا يعرفه الآخرون, أن صمود أهلها بوجه الحصار المفروض عليهم, ذكرنا بالحصار الألماني على مدينة ستالينغراد الروسية, في الحرب العالمية الثانية, وحينها عدت ملحمة العصر, بعد أن قدمت أنموذجاً رائعاً للصبر, والمقاومة بوجه القوات النازية الفاشية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك