المقالات

" سيخلّد التأريخ المواقف الإنسانية لمرجعِ المسلمين الشيعة السيد السيستاني"

2841 23:28:40 2014-08-27

بهذه العبارة ختمَ رئيس وزراء إيطاليا كلمته خلال زيارته الى العراق .. .مبديا فيها رأيه و إعجابه وتقديره لمواقف سماحة السيد السيستاني الكبير.. وقال " إنّ الغرب إستطاع أن يتعرّف على الصورة الحقيقية للإسلام من خلال فتاوى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني " وبالمناسبة هذه ليست المرة الأولى وليس هذا أول مسؤول عالمي كبير يصرّح ويعلن للملأ بإنسانية ومواقف السيد السيستاني ؟ بل سبقه الكثير من السياسيين الدوليين الكبار وعلماء ورجال ثقافة وأدب ..أجمعوا على أن السيد السيستاني هو نقطة الضوء في نفق التطرّف الديني المظلم الذي شوّه الإسلام وقيّمه... وعندما يُوجَد في عالمنا الإسلامي المشوش بالإفكار المتطرّفة والمعادية للإنسانية ..إبنٌ بارٌّ للإسلام بحجم السيد السيستاني... فيعني هذا أن الإسلام لازال بخير وأنه يُعلى ولايُعلى عليه ... وأن إجماع العالم المتحضّر على إنسانية السيد السيستاني على أنه هو الممثل الحقيقي للنموذج الإسلامي الذي يمثّل الإعتدال ..فهذا بحد ذاته يعدُّ مكسباً حقيقيا ثميناً للإمة الإسلامية جمعاء بغض النظر عن إختلافاتها في العقائد والمذاهب ..! وليس للسيد السيستاني ..لأنه ببساطة ليس بحاجة الى هذا المدح ولاينتظره من أحد ؟ فهو يعمل وفق مايمليه عليه واجبه الديني وماتمليه عليه مبادئه الإسلامية التي ورثها عن الرسول الأمين وأهل بيته الأطهار ، ويؤدي رسالته الدينية كما أمره الله تعالى ...ولكن هل أداء الرسالة كما يقتضيه تكليفه الشرعي هو على درجة من اليسر والسهولة ولايحتاج الى مجاهدة كبيرة للنفس ؟ أبداً ...لو كان كذلك لنجح غيره ووفق الى ماوفّق إليه ...

وقد حاول البعض أن يتخذ من رجل الدين الفلاني مرجعا لهم كالسيد السيستاني فألبسوه عدة العمل وأضفوا عليه هالة من الألقاب والقدسية ... وطبّل له الإعلام العربي النزيه و(غير الطائفي) وألتف حوله الحرّاس والمساعدون لعلهم يخلقون منه عظيما يحظى بإلتفاتة من العالم كما هو المرجع الديني الأعلى للشيعة ! ولكن ما إن نطقَ وأفتى حتى بانت سوءتُه وغلبت عليه طائفيته وسقط فى هاوية التطرّف ! فلقد كانت فتواه تحريضية عبارة عن شتم لطائفة عراقية كبيرة وطعن بإنتمائهم الوطني ودعا لقتالهم ! فتحوّل من مرجعٍ دينيٍ يُفترض به ان يدعوَ الى الوحدة ونبذ التطرّف ...الى داعية قتل وسفك دماء ! فأين هذا المنطق من منطق الذي يقول لاتقولوا إخوتنا السنّة بل قولوا أنفسنا ؟ لذلك يبقى السيستانيُّ كبيراً يحظى بإحترام العالم وكبار قادته ...وسيخلّده التأريخ الأنساني والإسلامي على مواقفه النبيلة وفتاويه التي مثّلت حقيقة الإسلام الذي رسّخ قواعده محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم.

وقليلٌ هم الكبار في عالمنا الإسلامي القديم والحديث ... الذين خُلّدوا لمواقفهم العظيمة ...ووفقوا لأداء الرسالة الإسلامية وفق المنهج الأصيل ...ولكن ثمّة مَن يتساءل لماذا جميع رجال العالم الكبار الذين يُشيدون بمواقف المرجع الأعلى السيد السيستاني هم من غير المسلمين ؟ ولم نسمع عن عالم ديني سني كبير أو مؤسسة إسلامية سنيّة كبيرة أو منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة لم نسمع من هؤلاء جميعا موقفا إيجابيا أو رسالة شكر واحدة للسيد السيستاني على مواقفه ؟ بل إحيانا نسمع العكس منهم ! الإتهامات والإساءات لمقام المرجعية الشيعية ! ولو أن السيد ليس بحاجة لإشادتهم كما ذكرت في اول الحديث ولكن فقط لمعرفة التباين في المواقف والإطلاع على مستوى العقول التي تقود هذه الأمّة المغلوبة على أمرها...والسبب معروف لايجهله أحدٌ ...أمّا غير المسلمين من رجال العالم (وبعض المسلمين كأفراد حتى لانجانب الإنصاف ممن تحرروا من عقد الماضي) فهؤلاء ينظرون الى الأمور بعقلٍ مجرّدٍ من القيود العقدية ولايخضعون لموروث سلفي يحول بينهم وبين الرؤية الحقيقية لما يجري حولهم .. هؤلاء ينظرون بعين الإنصاف فهم ينتمون الى مذهب المنصفين وليس للمتطرفين ...لذلك قرأوا مواقف السيد السيستاني وفهموا معانيها ..وهذه هي سنّة الأحرار يتعاملون ويتفاعلون مع ماينفع الإنسانية بغض النظر عن مناطق الإختلاف بينهم وبين أبطال هذه المواقف .. حفظ الله السيد السيستاني وتحية للأحرار المنصفين في هذا العالم الكبير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك