المقالات

ذهنية المواطن..وحيز الصراع..!

1434 02:24:42 2014-08-27

المواطن هو المواطن .. سواءً تحزب او لم يتحزب، وطنيا كان أو لم يكن، عالما أم غارقاً في جهله، غنياً أو فقيراً،فهو في المحصلة أصبع بنفسجي وورقة انتخاب في صندوق الإقتراع. تلك هي نظرة كثير ممن يتعاطون السياسة، والذين يتعاملون مع مفردات الروح، والوجدان والمواطنة، على إنها مجرد أرقام تتراكم فوق بعضها، في صندوق مغلق، بحيث ينتهي دورها بمجرد نزولها في الصندوق، لتحقق استحقاقا انتخابيا يكون جاحدا بالدرجة الأولى، لحقوق ناخبيه.

لقد أثبتت الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، قدرة المواطن على التعبير عن نفسه، وإحداث التغيير الذي دعت إليه المرجعية العليا، بالرغم من مراهنة كثير من الساسة، على فشل عملية التغيير، وفي مقدمتهم حكومة المالكي- موضوع التغيير- والتي لم تدخر وسعا حينها، فإستغلت المال العام لشراء الذمم، وأعلنت عدائها للمرجعية في النجف الشرف. على الرغم من أن التجارب السابقة، مازالت تلقي بظلالها على هواجس المواطن، من خلال التركة الثقيلة، التي ورثها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي المنتهية ولايته، إلى خلفه المكلف السيد حيدر العبادي، من أراض محتلة، وحكومة مترهلة، ومئات الآلاف من المهجرين، والنازحين- نتيجة سيطرة الإرهاب الداعشي على مدنهم وقراهم- وكيانات سياسية باتت تتبنى الخطاب الطائفي؛ نتيجة لسياسة حكومة المالكي، في إدارة ومعالجة الأزمات التي تعصف في البلاد.

نجد إن بوادر التغيير- حتى وإن كانت بصورة شفهية- أخذت تظهر جلية على سلوك وتصورات المواطن العراقي ،من خلال إستعداده ورغبته الجامحة للتغيير، لما عاناه من الويلات والنكبات، وسوء الخدمات، وتردي الوضع الصحي، وغياب الأمن، وتفشي الفساد السياسي، والإداري، والمالي.
بالنظر للتغيرات السياسية الحالية، فإن الوحدة الوطنية، والإصلاحات السياسية، والمصالحة الجماهيرية، والبيئة الآمنة، والمحيط الإجتماعي الهادئ، و و ..كل هذا وذاك، إنما هي أحلام وأماني، باتت تراود الخواطر، وتلهب المشاعر- بالنسبة للجماهير التي تتطلع إلى عراق موحد آمن- لما تراه وتسمعه من تباشير الإصلاح، وبوادر التغيير، التي تبشر بها وسائل الإعلام، والشخصيات السياسية.

أبواب جهنم، وبحور الدم،التي توعد بها المفلسون، من أيتام وارامل حكومة المالكي، من الذين لاينتمون أصلا إلى حزب الدعوة، وسقوف المطالب العالية للكتل السياسية، يقابلها كياسة الإسلوب السياسي المرن، والمنفتح، والبناء، للتحالف الوطني، وثقة السيد حيدر العبادي، بإمكانية تشكيل حكومة وطنية، تمثل جميع اطياف الشعب العراقي؛ إنما هي تناقضات تعصف بذهنية المواطن، الذي يترقب وبشغف، أن تشرق شمس الأمل، وأن يستنشق نسمات التغيير.

حتى لا يخيب رجاء المواطن، وأن لا تجهض بوادر التغيير، وأن لا تصادر جهود الفضلاء، من قبل خفافيش السلطة ،وغربان السياسة، ممن أدمنوا المناصب وعشقوا المكاسب.. لابد لنا من الإلتزام بحدود المساحات الدستورية، والسقوف الزمنية، والحرص على تغليب المصلحة الوطنية، من خلال الحضور الواضح، لشرفية الإنتماء لهذا البلد.
فهل سيكون السيد العبادي- بدعم من التحالف الوطني وإلتزاما بتوجيهات المرجعية الشريفة- صاحب الومضة الأولى التي ستطلق صفارة البداية لعملية تصحيح المسار السياسي وتحسين الأداء الحكومي..؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك