المقالات

مصير العراق بين العقلاء والمتهورين

1302 21:06:39 2014-08-26

أربع سنوات كانت كفيلة, لجر العراق لهذا المنزلق الخطير, بسبب سياساتٍ طائشة, لم تحسب بدقة, جراء العمل على تجير مؤسسات الدولة لحزب وشخص واحد, لم يكن يملك أي مؤهلات, تجعله قائداً فذاً لوطنٍ, حار فيه كل مَلَك, وغرق في بحرهِ الطامعون .
أزماتُُ تلحقها أزمات, ومشكلات يصعب حلها, وتفاقم للوضع الأمني, يسبقه السياسي, ويلحقه الخدمي, فضلاً عن الكوارث الاقتصادية, وما تسببه من خسائر في البورصة, ضياع كبير وهدر للأموال غير مبرر, ويليه تضخم في العملة, ولا يخفى ما يحدث من تصاعد لوتيرة الرشوة وتغلغلها في جميع دوائر الحكومة .
أربع سنوات كسني يوسف العجاف, التي تحتاج إلى شخص أهل كفاءةٍ وخبرة, أي إلى شخص يتمتع بأغلب المواصفات القائد الفذ, إن لم نقل جميعها, ولكن المحاصصة الحزبية, والتوافقية المقيتة, مع فقدان الثقة, يردفها التخندق الطائفي, الذي يعيش في جسد العراق كسرطان خبيث, سرعان ما ينتشر فينخر خلاياه الوليدة حديثا .

بعد معالجة جسده من ورم سرطان سابق, جثم على صدر شعبه, لخمس وثلاثين سنة, فعل ما فعل, من حروب داخلية وأخرى خارجية, وحصار اقتصادي مجحف لشعب لم يقترف أي ذنبٍ, فقد وُجه الحصار لهذا الشعب المسكين فقط, ولم يتضرر منه أركان سلطة حزب البعث الملعون, أليس من المخجل والمعيب, أن يُحكم البلد من قبل أناس متهورين .

كارثة داعش واحتلالها للموصل الحدباء, وقبلها الأنبار اختطفت من قبل عصابات الكفر الإجرامية, وقطع العلاقات مع الإقليم الكوردي, الذي فضَّل البقاء تحت خيمة سماء هذا الوطن, على الإنفصال, ومحاربة أهل الجنوب على لقمة خبزهم, لا لأجل شيء إنما من أجل إرضاء جبروتك وإشباع شهواتك السلطوية, فقد كنت إنسان لا تعتبر, من الذين سبقوك لسدة الحكم العقيمة " لو دامت لغيرك ما وصلت إليك " .
لا زلت متشبثا بها, وكأنك القائد الأوحد, لشعب لم يمتلك سوى الدعاء والتوكل على الجبار الأحد, فمرجعية طالبت بالتغيير, فلم تجعل لها حرمة لقدسيتها ولا إلى تاريخها العريق الممتد لمئات السنين؛ وما إن هبت رياح التغيير الآتية من النجف الأشرف, التي كانت تتسارع شيئاً فشيئا, منتظرة كسر غصنك اليابس, قبل هبوب العاصفة فشئت العناد "و خاب كل جبار عنيد", فكُسر وتهشم فأحترق بنار العاصفة المصحوبة بالبرق .

في ظل هدوء العاصفة واختفائها, وهطول مطر الربيع, بعد موجة التصحر التي مرت على أرض العراق, مسببة بجفاف البقعة المباركة, التي صبرت وكافحت من أجل تبرعم وتفتح الأزهار, انفرجت أزمة من أكبر الأزمات وأكثرها تعقيداً, وأخيراً التحالف الوطني بمختلف مكوناته, طرح مرشحه لمجلس رئاسة مجلس الوزراء, ببادرة خير يأمل منها الكثير .

فكان العقلاء أصحاب المبادرة, في حفظ وصيانة الدستور, ووحدة بحر وأرض وسماء العراق, من دنس الغرباء المرتزقة, فللعقلاء باقة من الزهور الصفراء, كعربون حب وامتنان وشكر, ووفاء لتحقيق ما طالبت به المرجعية العليا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك