المقالات

كيف نتجنب زعل المسؤولين الكبار؟!

1487 07:55:10 2014-08-21

قاسم العجرش

    قبل يومين تلقيت إتصالا هاتفيا من إعلامي نافذ، محسوب على (...)، الإعلامي الذي تربطني به علاقة إحترام مهنية، برغم إختلاف توجهنا السياسي، أخبرني أن (...) مطلع على ما أكتبه، وأنه منزعج جدا من تناولي إياه ولو بالأشارة، وأنه "زعلان " مني..

   لم أستطع ليلتها النوم، فأنا أعرف كيف سيترجم (...) زعله، لكن ما إن حل الصباح حتى وضعت زعله تحت قدمي، وشرعت بكتابة هذا العمود، سيما أنها ليست المرة الأولى، التي أواجه فيها وضعا كهذا!

   لقد توفر ما يكفي من الأسباب لإساءة الظن، بعدد كبير من الساسة المتصدين لغلاف مجلتنا السياسية، وبعد أن أنفتح الفضاء الإعلامي؛ هذا ألإنفتاح الذي لم نكن موعودين به، أصبح نقد الساسة وأدائهم، هوية وهواية لكثير من الكتاب والإعلاميين، ومنهم كاتب هذا العمود!

   يكفي أن عدد كتاب المقالات التي تنتقد الساسة، أو تكشف عوراتهم بلغ آلاف، فيما الذين يكتبون منافحين عنهم، يعدون على أصابع يد واحدة، ناهيك عن أن كتابات المنافحين، أما مغلفة بثوب الأستحياء، أو أنها مدفوعة الثمن!

   في معظم الأحوال فإن إكتساب هذه الهوية، يجر على الكتاب مشكلات لا حصر لها، أشدها خطورة هو المشكل الأمني.

   الكاتب الذي يمارس نقدا مباشرا لكتلة سياسية بعينها، أو لسياسي بعينه سيجعل بإرادته نفسه، هدفها سهلا لـ " صكاكة" تلك الكتلة السياسية أو ذاك السياسي..ولكم أن تتصوروا الخانق الذي يضع الكاتب نفسه فيه، أذا علمتم أن "كل" الكتل السياسية والساسة، تمتلك أو تعرف الطريق، الى من يجيدون الـ"الصك"؛ سيما بالكاتم!

ماذا يعني هذا؟!

   للأجابة لابد من القول أن للموضع المطروح هنا وجهين، الأول يتعلق بمفهوم وفهم وتفهم النقد، من قبل الساسة وكتلهم السياسية، والثاني يتعلق بالكتاب والإعلاميين أنفسهم..

   الوجه الأول؛ لم يتأسس فيه بعد مفهوما لتقبل النقد، ومعظم ساستنا يعتقدون بأنهم وحدهم  يمتلكون مفاتيح الحقيقة، وأن ما سواهم على خطأ، وأستمعوا الى تصريحاتهم، وستكتشفون أنهم يشتركون في الأنا العالية، وشاهدوا حواراتهم في الفضائيات، فمع أن معظمها فارغ من محتوى مفيد، لكنها مليئة بعبارات الفردانية، والنظر الى الآخرين من الطابق الأعلى!

   الوجه الثاني؛ متعلق بالكتاب والإعلاميين، فإن منهم من يسرف بالنقد الى حد الفحش، وبعضهم يلجأ ولفراغ كنانته، الى السباب والشتيمة، والنيل من الساسة عبر صفاتهم وحياتهم الشخصية، ومنهم ساعة يمسك بالقلم ينسى نفسه، ويطلق العنان لخياله أو لبذائته، بلا تبصر أو مسؤولية، وبالتأكيد لا أجد نفسي من هؤلاء، ولذلك لا أخشى زعل(...)!

هذا الواقع لا منتج، والمهاترات الإعلامية، يقابلها في الطرف الآخر النزق السياسي، لا يمكن أن يبنيا إعلاما نظيفا، مفيدا للعملية السياسية، بل سيكون ذلك معطلا لكل ما هو مفيد، وسيضيع المفيد في زحمة المهاترات.

كلام قبل السلام: النور لا يضر العيون السليمة!

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك