المقالات

على مشارف تشكيل الحكومة الجديدة

1079 20:07:39 2014-08-19

كل القوى السياسية الوطنية العراقية راهنت ومنذ اللحظة الأولى لاختيارها طريق النضال وبكل تفرعاته للوقوف بوجه السلطة المستبدة. وصممت على إسقاطها وإن كلفتها تضحيات جساما، وكان لها ما أرادت، وزادها عزيمة وإرادة التفاف جماهيرها حولها- راهنت وأصرّت على نجاح العملية السياسية في بناء عراق ديمقراطي. وتجسد هذا الرهان عندما تماسكت هذه القوى ومدت الجسور بين بعضها والبعض الآخر في ظرف مشحون بالتوتر والإنفجار حيث تبلور النموذج السياسي الذي ينبغي ان يحكم المعادلة السياسية والإدارية في بلد ضربته الأنظمة الشمولية عدة عقود سود. وأفقدته أبسط ملامح الديمقراطية وأنست شعبه الحرية بكل ما لها من مفردات ومناخات لا سيما خلال فترة المد الصدّامي الجائر الذي تفرّد عن كل الدكتاتوريات في العالم بنمطه المتوحش الذي لا يمت للسياسة بصلة ولا يتقن غير أساليب القتل والإبادة الجماعية وتصفيات الخصوم حتى وإن كانوا ضمن حزبه الذي تهاوى وانكمش في منظمة سرية ضربت البلد وعاثت في شعبه فساداً. فأمام هذا الطوفان المدمر، وهذه الهجمة الشرسة التي أعادت العراق الى القرون الوسطى كان لا بد من وجود قوى قادرة على التصدي لكل الإرهاصات التي لا بد ان تتمخض عن سقوط السلطة الصدامية التي نزت على الحكم وتسلطت على رقاب العراقيين في هفوة من هفوات الزمان.ولا بد ان تحل محلها دولة الحرية والديمقراطية والدستور التي تليق ببلد ثري بكل مقومات الحضارة، وبشعب عريق معطاء. وهكذا سارت عملية التغيير بخطوات ثابتة وثابة متحدية، فحققت ثلاث تجارب إنتخابية كانت محط إعجاب العالم وذهول القوى المعادية من حيث النتائج والتنظيم وقصر الفترة الزمنية، حيث أسقط في يد القوى المعادية للتجربة الريادية الجديدة والتي لم تستطع إستيعاب الواقع وتقدير حجم هذه المتغيرات وبهذه السرعة فرأت فيها شعاعاً أعمى بصرها وبصيرتها التي اعتادت الظلام الذي يصاحب كل مراحل حياتها.

العراقيون- بصبر نافذ- ينتظرون الايام المقبلة لتشكيل حكومة وطنية هدفها الوحيد خدمة العراق والعراقيين، لا تنحني أمام رغبات المصالح ولا تنثني تحت الضغوط والمجاملات.. ولا تخشى في خدمة هذا البلد لومة لائم ولا تحذر تهديدات الإرهاب ومَن ورائه.

العراقيون هم أصحاب الرأي والكلمة الأولى والأخيرة لهم وهم من يحسب حسابه وترجى مؤازرته، فوفاءاً لهذا الشعب المعطاء، وحفاظاً على مكتسبات صنعتها أنهار من دمائه، وأشلاء من أجساده المتناثرة، وصوناً لمستقبل أجياله وتثبيتاً لحقوق مصادرة وانتشالاً لطبقات مسحوقة وحتى يأخذ العراق مكانته اللائقة.. لأجل هذا كله يتوجب ويتحتم على المسؤولين إستنفار جهودهم وطاقاتهم مع نكران للذات والإسراع بلملمة الجراح وبناء ما تهدّم وإصلاح ما تخرّب وهذا لا يتم إلا بصلاح ما تخرب في السنين السابقة . وعلى جناح السرعة.
أعطى العراقيون كل ما عندهم، وعملوا أكثر ما مطلوب منهم، فاعطوهم بعضاً مما عندكم واثبتوا للعالم أنكم عند حسن ظن شعبكم وبحجم الأمانة التي وضعت في أعناقكم وبمستوى المسؤولية التي تعهدت بحملها أكتافكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك