المقالات

بيان حزب الدعوة: تشابه البقر علينا!

1435 17:07:34 2014-08-01

سأل أحدهم مواطنا, يدافع عن رأي المرجعية في النجف, محاولاً شرح معنى التغيير, فقاله له: هل أنت مُوَكَّل بالدفاع عن المراجع؟ فكان الجواب: المرجعية لا تحتاج الى من يدافع عنها,بل من الواجب أن يُحْتَرَمَ رأيها.

للعلماء من رجال الدين قدسية, من الواجب إحترامها؛عند كل من يعتبر نفسه متدينا, ولا يحق له مخالفة الأوامر أو التوجيهات الصادرة منها, كونها تعتبر الجهة العليا, في كافة ما يتعلق بالشارع المقدس.

فالفاتيكان يمثل الديانة المسيحية, والكنيست تمثل اليهودية, أما المسلمين فهناك علماء أجِلاء لكل مذهب. على الحكام طاعة رجال الدين, كي يحصل المواطن على قدر معقول من العدل, مع تصحيح مسار من يتصدون للمسؤولية, فنصحية العلماء إنما هي لخير الجميع, فائدتها لا تقتصر على الارتباط الروحي, بل تمتد الى العلاقات الانسانية وضوابطها, فالدين عبادات ومعاملات, ومن هذه المعاملات علاقة الساسة فيما بينهم, والحاكم مع المحكوم.
يتفق جميع المسلمون على أن دستور الدين الإسلامي" القرآن الكريم" فيه كل ما ينظم الحياة الانسانية, ضمن قوانين تم ذكرها تارة صراحة, وأخرى كخطوط عامة, تم توضيحها بأحاديث نبوية, أو عن طريق خُطبٍ للأئمة الأطهار عليهم السلام, ومن بعدهم بفتاوى العلماء.

هذا ما اتفق عليه الأغلب الأعم من المسلمين, إلا أن بعضهم وبالأخص من الحكام, لم يرق لهم الأمر! فقاموا بتأويل العديد من الآيات والأحاديث, باعتبارها حمالة أوجه! بواسطة علماء درسوا خصيصاً, من أجل خدمة الحاكم! بعيداً عن المصلحة ألعامة ومخافة الخالق.
مما يتعلق بالمحادثة في أول المقال, فتوى المرجعية الأخيرة, بعد القيام بخطوتين رئيسيتين, هما إختيار رئيس البرلمان, ورئيس الجمهورية مع نوابهما.

أتت الفتوى بعدم التشبث بالمناصب, واختيار من يحصل على مقبولية واسعة.
أسلوب لطيف لمصلحة البلد ومواطنيه, مع محاولة إعادة الثقة بين الساسة من جهة, والمواطن والحكومة الجديدة من جهةٍ أخرى, كي يسير العراق بمهمته في هذه الظروف الحرجة. لكن بعضاً من عشاق ألسلطة, لم يَرُقْ لهم الأمر, فالعرش معشوق غالٍ عزيز, لا يمكن تركه, فسعى الساعون الى التأويل, بأن المرجعية لم تحدد شخصاً, إنما تعني الجميع, والشعب إختار من رآه صالحا بأغلبية, وعلى المرجعية أن تُفصح عن الإسم صراحة, حتى تطاع! لخلط الأمور على المواطن.

بينما صرح بعض الساسة, أن المرجعية لا تتدخل بالسياسة! ضارِبِينَ عَرضَ ألحائط, ما إتفق عليه ألمسلمين, عن القرآن الكريم بانه دستور متكامل, يشمل كل مناحي الحياة, سياسية, إجتماعية, تأريخية, علمية, وما الى ذلك. وتناسوا أيضا أن الباري عز وجل لم يفصح عن كل شيء للضرورات العامة, كما في الآية الكريمة" ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم" " , فالمرجعية متابعة كونها المسؤولة الأولى والأعظم في العراق عن مشروع الانتخابات البرلمانية, مع تجاهل بعض الساسة لذلك الدور! مع علمها بالمفسدين فهي لا تفصح عنهم للمصلحة العامة.
آية أخرى " ولو تشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفهم في لحن القول" وقد يكونوا قد تناسوا أو تجاهلوا هذه الآية" يا أيها الذين آمنوا لا تَسْألوا عن أشياء إن تَبدو لكم تَسؤكم". وبما ان العلماء في مرجعيتنا ألرشيدة, هم الامتداد للإمامة المعصومة, فهي واجبة ألطاعة, حيث أنها ألراعي للمصالح العامة, وليس لها مصلحة خاصة, مع أي سياسيٍ يحكم البلد.

دعائنا أن يفهم جميع الساسة دور المراجع, وعدم فرض الرأي عليهم كونهم هم الحجج علينا, وما نحن إلا مُقَلدون, ومن يأبى الطاعة فليصرح جهاراً, ولا يلبس ثوباً مُزَيَّفاً, سُرعانَ ما يَكشِفُ عن ما يسيء لمن لبسه.
وما نحن مدافعون, بل نحن ملتزمون بعقد التقليد, على فهم ما يريد العلماء, فهم الدرع الحصين, لدرء الفتن.
هنيئاً لمن يُبرء ذمته, ولمن يريد إتِّباع الحق, ألف تحيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك