المقالات

لهذه الأسباب ..سقطت الموصل ـ غياب الكفاءة أولا الجزء الاول

1426 17:00:16 2014-08-01

تسعى بعض القنوات, التابعة لدول خليجية تدير منضدة الرمل, بشكل علني حالياً بعد أن كانت تخطط من وراء الستار, للترويج لجرذانها وعصاباتها التي مولتها وتكفلت برعايتها, خدمة لأمريكا وربيبتها أسرائيل, فمن يتابع تلك القنوات, يسمع بشكل متكرر , سيطرت داعش, هاجمت, تمكنت, وصلت الى اعتاب المدينة الفلانية, أعدمت, تمكنت من أسر, حصلت على مخازن اسلحة, أصدرت لائحة, وغيرها الكثير من عبارات تسعى لإبراز العصابات, وكأنهم جيش من جيوش الفاتحين!.

أن الوصف الصحيح الذي ينطبق عليهم هو كلمة جرذان, تلك المخلوقات التي تبقى حذرة تترقب وتهرب, عند سماع أية خطوات تقترب من مكان تواجدها, فالتطبيل والتمجيد والتهليل لن يغير من واقعهم شيئاً.

أن أسباب ألاخفاق في أدارة الدولة, والتخبط الواضح في سياسات الحكومة, وأهمال المؤسسة العسكرية, والفساد ألاداري وصفقات السلاح المشبوهة, هي التي مهدت السبل لجرذان الصحراء, ورعاة مماليك الخليج للدخول الى محافظة الموصل, وألا فأن الدعم والتمويل, وكل ألامكانات المقدمة لهم, لم ولن تزودهم بالشجاعة فلا يمكن أن يتحول القط ألى أسد في يومٍ من ألايام.

غياب الرؤية الصحيحة في التعامل مع المؤسسة العسكرية, كان له عواقب وخيمة, لطالما حذر منها الخبراء في الجانب العسكري, وأعضاء في مجلس النواب, فالمشاكل التي تعصف, بالجيش العراقي على وجه الخصوص, وهيكلة وزارة الدفاع عموماً, ليست وليدة اليوم بل هي نتيجة تراكمات عديدة, أمتدت منذ العهد الدكتاتوري وحتى يومنا هذا.
الجيش العراقي وكما يعرف الجميع, أعتبر الجيش الخامس ضمن جيوش العالم في يوم من ألايام, لكن السياسات الرعناء للنظام البائد, والمعارك التي لها بداية وليس لها نهاية, اثخنت جسم المؤسسة العسكرية بالجراح, وأدت بالتدريج الى القضاء على الهيكلة الصحيحة لوزارة الدفاع, فمن يكن الولاء للنظام كان له الصدارة في احتلال المواقع المرموقة في الجيش, بغض النظر عن مدى القدرة والكفاءة, فالمهم هو ضمان ولاء كبار القادة, خشية الانقلاب على السلطة, أو ألانشقاق في صفوف الجيش.

بعد عام 2003 لم يختلف واقع الجيش العراقي كثيراً, الذي خرج منهك القوى من زمن العهد البائد بسبب الحروب المستمرة, ويفتقد للأدارة الصحيحة, والتسليح, سرعان ما دخل الجيش في عهد جديد ,من ألاهمال ونفق مظلم من الفساد ألاداري, لم يعرف له نهاية لغاية آلان, فالمتطوع لن يتمكن من ألانخراط, في صفوف الجيش ألا بعد أن يدفع مبلغاً من المال, رغم انه يسعى لخدمة بلده!

وثمة سياقات جديدة تعتبر دخيلة على الجيش العراقي الى حد ما, ومنها ظاهرة رتب الدمج, وهي أن يمنح الفرد رتبة تمكنه, من ألأنخراط في الجيش العراقي, حتى لو كان مدنياً, فيصبح بين ليلة وضحاها, مسؤولاً عن عدد من ألأرواح, بصفته ضابط أو عميد أو عقيد, وتمنح الرتب بصورة مبالغ فيها, لمن يعرف بولائه المطلق للسلطة.

رغم أن بعض الضباط ممن باتوا يعرفون بالدمج, أثبت البعض منهم جدارة وقدرة عالية في القتال, في التصدي للجماعات المسلحة, ألا أنه من غير الممكن المغالاة في منح الرتب, فالقتال وأدارة المعارك, تحتاج لقادة محنكين, وكان من المفترض أن يتم إعدادهم بالتعاون مع مؤسسات عسكرية, أجنبية لها علاقات وطيدة مع العراق منها روسيا على سبيل المثال, فبألاضافة لكونها في مصاف الدول الكبرى, في صناعة السلاح, فهي أيضاً تملك باعاً طويلاً في أعداد القادة, وللأسف لم نر أي تحرك في هذا ألاتجاه للنهوض بواقع الجيش العراقي.
لم يختلف الواقع كثيراً عن سابقه, فيما يتعلق بمنح المناصب العليا, فالولاء للسلطة والحاكم, هو المعيار, وليس الكفاءة, وهذا ما يفسر تولي, البعض قيادات التي باعت الموصل رغم عدم كفاءتها لكبار المناصب العليا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك