التقارير

’داعش’ في العراق على خطى ’طالبان’ في افغانستان

2687 10:29:53 2014-08-01

بغداد ـ عادل الجبوري

  لا توجد ارقام ومعطيات واضحة ومحددة حول عدد المراقد والاضرحة واماكن العبادة الدينية التي تعرضت للتدمير والتخريب على ايدي تنظيم مايسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام(داعش)، وكذلك لاتوجد ارقام ومعطيات واضحة ومحددة عن عدد الذين تم قتلهم وتهجيرهم وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم من المسلمين (شيعة وسنة)، والمسيحيين، والعرب والتركمان والاكراد والشبك.

 بيد ان الحقائق الماثلة على ارض الواقع تؤكد بما لايقبل الشك، ان تلك الارقام والمعطيات كبيرة جدا بالقياس الى الفترة الزمنية القصيرة لعمر الازمة التي انطلقت شرارتها من محافظة نينوى قبل خمسين واربعين يوما بالضبط، اي قبل حوالي سبعة اسابيع.

ثلاثون والبقية تأتي!

    وتشير تقارير اصدرتها منظمات غير حكومية ، الى ان تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام(داعش) دمر حتى الان اكثر من ثلاثين مرقدا وضريحا ومسجدا في محافظتي نينوى وكركوك.

   ومن بين التقارير التي صدرت بهذا الشأن، تقرير لمنظمة الحمة الشعبية الوطنية لادراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الابادة الجماعية(حشد)، والذي قالت فيه "ان التنظيمات الإرهابية ومنذ سيطرتها على مدينة الموصل شمالي العراق وأجزاء من محافظة كركوك أقدمت على هدم عدد كبير من المزارات والمراقد الدينية والأثرية والمهمة والتي يعود تاريخ بعضها إلى مئات السنيين وتحظى بقدسية واحترام كافة مكونات الشعب العراقي، وان عدد المراقد والمزارت والمساجد التي تم تفجيرها وهدمها حتى الان هو أكثر من ثلاثين مرقداً ومزاراً ومسجداً على الأقل كان أبرزها قبور الأنبياء يونس وشيت وجرجيس ودانيال".

  وترى المنظمة المذكورة في تقريرها "ان تلك الجماعات الهمجية مارست حملة ابادة بحق المراقد والمزارات الدينية والتاريخية ولم تراعي الاهمية التاريخية والحضارية لتلك المراقد والمزارات المساجد".

"داعش"..."داعش"

 ففضلا عن تفجير مراقد النبي يونس والنبي شيت والنبي جرجيس، تم-على سبيل المثال لا الحصر-تدمير مرقد علي الاصغر نجل الامام الحسن عليهما السلام، ومرقد الإمام السلطان عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ومقام الامام العباس، وكنيسة مريم العذراء عليها السلام، وغيرها.

    والاخطر من ذلك توجد مؤشرات على ان "داعش" تسعى الى هدم وتدمير كل المراقد والاضرحة والمساجد والحسينيات والكنائس والمعالم الاثرية في المناطق التي تخضع لسيطرتها.

  وتكشف مصادر امنية في نينوى عن تخطيط تنظيم داعش تفجير اكثر من خمسين مرقدا وضريحا ومزارا ومعلما اثريا، من بينها مرقد النبي ادريس، والمنارة الحدباء، والجامع الكبير، ومسجد الائمة التسعة، وجامع الباشا.

   ويؤكد رئيس مجلس إسناد ام الربيعين زهير الجلبي، "عزم مسلحي تنظيم "داعش" تفجير المنارة الحدباء والجامع الكبير وسط مدينة الموصل"، مبينا أن جمعا من الأهالي تحصنوا داخل الجامع لمنع التفجير.

   وحينما نضيف الى هذا التدمير والتخريب الهمجي للمراقد والاضرحة والمزارات الدينية، والمعالم التراثية التأريخية، الاعداد الهائلة من النازحين والمشردين والشهداء من المسيحيين والتركمان والشيعة والشبك والاكراد، فأننا سنكون امام صورة سوداوية قاتمة تكشف حقيقة تنظيم داعش الاجرامية وبعده عن كل القيم والمباديء الدينية والانسانية والاخلاقية والحضارية، ولعل تلك الصورة السوداوية القاتمة تذكر بالصورة التي تشكلت في افغانستان قبل حوالي اربعة عشر عاما، حينما سيطرت حركة طالبان المتطرفة على مقاليد الامور في هذا البلد لمدة عام تقريبا.

   وليس غريبا ان تتشابه السلوكيات والممارسات الاجرامية الدموية لحركة طالبان ولتنظيم داعش، وتنظيمات مماثلة في بلدان اخرى، لان الاسس والخلفيات والمنطلقات والبيئات الفكرية هي واحدة، ناهيك عن مصادر الدعم والتمويل والتحريض والتوجيه. 

لابد من تدخل اممي سريع

   ورغم المواقف الاقليمية والدولية الرافضة لممارسات تنظيم داعشن الا ان تلك المواقف لم ترتق الى مستوى الجرائم المرتكبة، ولم تترجم الى اجراءات وخطوات عملية من شأنها ان تضع حدا لتلك الجرائم، في ذات الوقت الذي تساهم فيه بالتخفيف من المعاناة الانسانية الاليمة للاعداد الهائلة من النازحين والمشردين.  

   ولاشك ان الاصوات التي اخذت ترتفع من هنا وهناك مطالبة بتكاتف وتعاون المجتمع الدولي، لاسيما الاطراف النافذة والمؤثرة فيه، تعكس خطورة وحساسية المشهد المأساوي الذي رسمه تنظيم داعش في العراق، والذي يعد مكملا للمشهد المأساوي في سوريا.

   ولعل ما يحتم على المجتمع الدولي التدخل السريع والفوري والجاد، هو ان تنظيم داعش يخطط لتوسيع مساحات نفوذه وهيمنته الى بلدان اخرى مجارة للعراق او قريبة منه، فضلا عن الوصول الى مساحات ابعد في اوربا واسيا وافريقيا واميركا واستراليا. وكذلك فأن ما يتعرض للتدمير والتخريب على ايدي داعش، يعد جزءا من التراث العالمي بأعتباره مسجلا لدى منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والفنون والاداب (يونيسكو).

  ولاشك ان اليونيسكو تتحمل مسؤولية كبرى في هذا الجانب، من هنا برزت مطالبات واضحة لها للتحرك الجاد والسريع لايقاف حملات داعش التدميرية.

   ومايدفع الى القلق الكبير هو ان تنظيم داعش يعلن صراحة ان احد اولوياته هي هدم وتخريب المراقد والمزارات والاضرحة والمعالم الدينية والاثرية ، بأعتبار انها بدعة  وضلالة، وهذا مايجعلنا نتوقع هدم وتخريب المزيد من تلك الاماكن في حال تمكن ارهابيو داعش من الوصول اليها في اي مكان.

8/5/140801

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك