المقالات

الوطن . لو . الكرسي .

1997 16:43:57 2014-07-29

 

قد أجد جواباً خلافاً للقيم والأخلاق المتعارف عليها والتي تربينا عليها وأخذنا دروسها في المدارس والدواوين . فكانت الأناشيد المدرسية الحماسية تشدنا نحو حب الوطن والتضحية في سبيله وليس أن تشدنا نحن كرسي السلطة العقيم والذي يطلق عليه ككرسي الحلاق فهما طال البقاء عليه فأن النزول منه وارد شئت أم لم تشاء ، ولكن من المستحيل إن تتنازل عن وطن ، وكما غنى المطرب سعدون جابر( اللي يدور وطن وين الوطن يلكاه ) .
هل تغيرت القيم الأخلاقية والتربوية والوطنية عند البشر ؟!! أم أن نوازع حب السلطة تعالت عند البشر فوق نوازع حب الوطن ؟ بالتأكيد البشر اليوم يسعى إلى ترسيخ سلطته على غيره لتحقيق مأربه ومصالحه ومنافعه مهما كان نوع القبول والرفض لدى الآخرين .فقد كنت أنشد قصيدة تعلمتها وأنا تلميذ في المدرسة الابتدائية ليس كل من ينادي بالوطنية وطنياً .. لأجدها اليوم مطبقة في عالم السياسة العراقية من قبل بعض السياسيين الذين فقدوا روح الوطنية إمام مغريات السلطة وقادوا البلاد إلى حالة من الدمار والخراب والقتل والتشريد والضياع واللجوء والتقسيم وما زالوا متمسكين بالسلطة ومتناسين ضياع الوطن إذا ما تشبثوا في السلطة ضاربين عرض الحائط جميع المناشدات من أجل أن يُنظر إلى الوطن وليس إلى الكرسي وأخرها مناشدة المرجعية الدينية بأن لا يتشبث بالسلطة ونكران الذات . ولكن قد عمتهم السلطة ليرقصوا على جراح هذا الوطن الممزق والمحتل من قبل الغرباء الخفافيش . 

أنه عجب العجاب أن نرى إنسان بالأمس القريب كان ينادي يا وطني واليوم يتشبث وينادي يا كرسيي . فأن هذا التشبث قد يقود إلى ضياع الوطن الذي كان يجاهد من أجله ليخلصه من ديكتاتورية مقيتة ، كان الوطن والشعب يئن منها على طوال أكثر من ثلاث عقود أدت إلى حرق الأخضر واليابس . وهل يطمح أن يفعل بهذا الوطن كما فعل من قبله ؟!! 

نعم أن السلطة لها مغرياتها ولكن ليس على حساب الوطن . لان ضياع الوطن أو تقسيمه بسببه فالتاريخ سيكتب عليه تلك الحقبة السوداء من حياته السياسية التي تسببت بالضياع والتقسيم . لذا تعالت الأصوات والمناشدات التي تدعو إلى حفظ وحدة هذا الوطن وعدم ضياعه أو تقسمه ، ولكن لا توجد أذان صاغية اتجاه هذا الأمر الخطير ، فبدأ يلعب لعبأته التي تعلمها على مدى ألثمان سنوات التي خلت من حكمه في المراوغة والحيلة والتلاعب والكذب عسى أن يجد منفذ أن يتشبث بهذا الكرسي . ولكن للأسف الشديد أنه لا يفهم الأمور جيداً لان المرجعية قالت كلمتها النهائية ولا تراجع عن كلمتها ، لأنها تجد أمور هذا الوطن للتقسيم بوجوده وعليه الرحيل من الكرسي ليحل محله أخر قد يجد حلول لكثير من المشكلات العالقة وأهمها المحافظة على وحدة العراق أرضا وشعباً وإرجاع المشردين إلى ديارهم بعد أن ملئت بهم بقاع أرض هذا الوطن .

أن صاحب السلطة ملعون إذا ما ينظر إلى وطنه وشعبه ويعمل على نكران ذاته اتجاههما ، فالكرسي يزول مهما طال الزمن ، ولكن التاريخ لا يمكن أن يزول لأنه سيكتب تلك الحقبة السوداء التي مرت على الوطن وفي عهد مَن صاحب السلطة .فالنظر إلى الوطن خير من النظر إلى الكرسي . فالحليم تكفيه الإشارة . فكن حليماً وانظر إلى وطنك ، ولا تكن من الذين ضيعوا الأوطان . فالوطن فوق الجميع ، وفوق الكرسي الذي تتشبث به .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك