المقالات

المالكي:إنا ومن بعدي الطوفان

1381 15:47:48 2014-07-29

أتذكرها جيداً، أحلام الطفولة تلك، ببراءتها وغرابتها وصعوبتها، لأنها أحلام فتىً صغير، بجسمه وعقله، كانت جميلة بالنسبة لي، في البداية فتحت عيني على الحرب العراقية - الإيرانية، ولما كانت صور الطائرات أمام عيني، وأصواتها تشق طبلة أذني، قررت أن أصبح طياراً، لكن الحلم تبدد، فوجدت حلم آخر جميل، بعيدا عن الحزب والثورة والولاء والانتماء لهما، حققته وما زلت أعيشه.

هل أتعبتكم قصة أحلامي؟ اعتذر لكم، إنا متنازل عن حلمي، فهناك ما هو أهم من أحلام فرد واحد، فالدنيا لا تقف على فرد أو جماعة، إذا كان الأمر يعني حياة وطن، وأمة، وحضارة.

أتوسل إليك، أن تتركه، فلا قيمة له، وان كان طاغية العراق، قد تركه مجبراً، بعد 35 عاما، بشكل مذل ومهين، فهل أنت أقوى منه؟ هل حكمت الفترة التي حكمها؟ وهل كان لك سطوة كسطوته؟ لقد غلبهُ هواه، فلا تدع الشيطان يغريك ويوهمك، كما فعل به، جوقة الكذابين وماسحي الأكتاف والأحذية، وجماعة بالروح والدم، سجلوا أرقاماً قياسية على مر العصور، بسرعة الهرب عند ساعة الانهيار الحقيقي.
اعرف أن كلامي ربما يكون غريبا، ولكن لنحسبها معا، فترتان من حكمك، بلا أمان، بلا راحة، بلا سلم أهلي، بلا أعمار، بلا خدمات،بلا...،بلا...، جمعت ثروة لا باس بها تكفيك ما تبقى من حياتك أطال الله عمرك، إضافة إلى التقاعد، أما فيما يتعلق بالملاحقات القانونية، فالمسالة محسومة، رددت القسم؛ الحصانة موجودة في الجيب، وان مددت يدك إلى جيب السترة الداخلي، ستعثر على الجواز الأحمر الدبلوماسي، ومتى ما (حمت الحديدة) فطريق المطار موجود، ولا اعتقد إن الجماعة سيمسكون بك، فقد جاملتهم أكثر من مرة، وتركت جماعتهم يهربون مع وجود أوامر قضائية، ولا داعي لذكر الأسماء.

استحقاقك الانتخابي على العين والرأس كما يقال، ناخبيك، جماهيرك ستقدرك وتحترمك ، ستكون موضع حب وتقدير واحترام الجميع، فما بقي لنا إلا التراب فماذا ستسلم لخلفك بعد التراب؟ 

الطوفان أتى، وسفينة الوطن تحتاج لقبطان، من أضناه التعب واشتد عليه الإرهاق، ولم يعد قادرا على السيطرة والقيادة، فليسترح، ويترك الأمر لغيره، بدل أن تحل الكارثة، ويُغرق الطوفان السفينة بمن فيها.

صدقاً أقول: لا يستحق العراق وشعبه، أن يوضع تحت الأقدام، أن يصبحا كبش فداء، لأي كان، لسنا ذلك الضعيف الذي يرضى بدور الصخرة يرتقي عليها النرجسيون، يدوسونه لينجوا بأرواحهم، ها إنا عراقي، بعيدا عن أي انتماء أخر، أقولها: دولة الرئيس، بلدنا الذي علم الإنسانية الحياة، لن يغرقه الطوفان، وسيغرق من يحاول إغراقه، حتى وان كان الثمن، أن اغرق إنا وأحلامي ، فأهلا بالطوفان..سلامي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك