التقارير

السعودية وصناعة العقول الضالة التكفيرية

2947 08:44:02 2014-07-16

الكاتب السعودي علي آل غراش

وجد صناع وداعمو الكراهية والتكفير والتشدد والإرهاب ضالتهم في عقول الشباب السعودي ـ الذين وصفتهم الحكومة السعودية بالفئة الضالة - لتنفيذ مآربهم الشخصية والسياسية والتكفيرية والطائفية داخل الوطن والخارج.

فمن المسؤول عن هذا؟ انه الفكر السعودي الضال هو المسؤول عن صناعة ودعم ونشر الفكر التكفيري المتشدد في عالم اليوم، حيث أصبح هذا الفكر يصنع بشرا من الجنسية السعودية والجنسيات الاخرى ليكونوا قنابل ووقودا للعمليات الإرهابية والاعتداء على الاخرين، وأصبح اسم السعودي مرادفا لكلمة التشدد والتكفير والإرهاب والقنبلة الانتحارية القابلة للانفجار في أي مكان. واينما وجد الفكر والعقل السعودي، وجد التكفير وكراهية الحياة وكراهية الاخر، والفتنة والفوضى والقتل والحروب. لا يلام لبنان الذي يفكر بفرض تأشيرة سفر على السعوديين والخليجيين حماية لبلدهم، بعد قيام عدد من السعوديين بعمليات انتحارية والقبض على عدد منهم بسبب ذلك.

 ويأتي هذا ضمن مسلسل طويل من الدعم والمشاركة في الفتن والحروب من افغانستان وباكستان والصومال وغزوة 11 سبتمبر/ايلول والعراق وسوريا، بالإضافة إلى الاعتداء على دور العبادة والرموز الدينية لمن يختلف معهم في الفكر، الذي أدى الى تعرض الوطن والمواطنين لصعوبات ومنها السمعة السيئة في العالم. نشرت الصحف المحلية في 11/7/2014 قيام مبتعث سعودي إلى اليابان – للدراسات العليا – بتحطيم 4 تماثيل بوذية ذات قيمة دينية وتاريخية للشعب الياباني لا تقدر بثمن.

وقد اعترف الشاب بعمليته مباشرة بدون أن يعلق الفأس في رأس كبيرهم، لأنه يملك من الحجة الدامغة بشرعية ما قام به، انه شاب مصاب بالغرور الديني، ومتغطرس بفكر مؤسسات الدولة التعليمية والدينية والإعلامية – مؤسسات تفتخر بهدم تراث الأمة الإسلامية في الحجاز على أساس أنه شرك، رغم وجوده منذ العهد الإسلامي الأول، اي أكثر 13 قرنا بالهجري – وتربى على كره الآخرين، وعلى قتل المخالفين له في العقيدة والفكر. ألم يهدموا تمثال بوذا باميان في أفغانستان – يرجع تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد – في 12 /3/ 2001، من قبل جماعة طالبان وإبن لادن، الذين يتبعون الفكر والمنهج السلفي السعودي الرسمي «الوهابي»، وقد قاموا بتطبيق آراء هذه المؤسسة الرسمية التي تدعو لهدم التماثيل، وهذه الجماعات تعتمد على الدعم المادي والسياسي السعودي الرسمي قبل الانقلاب عندما اختلفت المصالح.

 اليوم يتكرر المشهد بدموية أكثر من قبل جماعة داعش، التي تفتخر بانها على منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب، منهج المؤسسة الدينية السعودية، بل أصبحت دولة حاليا تنافس السعودية في تبني الفكر الوهابي الذي يصنف بالتكفيري، وداعش تدّرس منهج محمد بن عبدالوهاب، في المناطق التي تسيطر عليها، ولولا الدعم، وبالذات من دول وشخصيات تنتمي للمدرسة الوهابية الرسمية في السعودية، لما تمكنت داعش من تحقيق ما حققته. عندما سيطرت داعش على محافظة نينوى، بارك الإعلام الرسمي السعودي هذه الخطوة ووصفها بحركة العشائر في غرب العراق بنفس طائفي، ورغم ما قاموا به من ارتكاب مجازر دموية بحق الشعب العراقي، خاصة بحق أهالي الموصل والمدن الأخرى بسبب الاختلاف المذهبي أو عدم الاعتراف بهم، ودمروا التماثيل التراثية ودور عبادة من يختلف معهم في العقيدة والفكر..

إلا ان الإعلام السعودي لم يشر لتلك المذابح.. بل على العكس وصفه بالبطولي، ولكن بعد تهديد داعش للسعودية انقلب الإعلام الرسمي على داعش، كما انقلب من قبل على مجاهدي أفغانستان، طالبان وجماعة إبن لادن، بعد دعم وتأييد لعقود من الزمن، التاريخ يعيد نفسه.

جماعة طالبان والقاعدة وداعش وبوكو حرام واخواتها، تتبع الفكر السعودي، وهذا الفكر هو المتهم الأول، ومن يدعمه سيكون مصيره ونهايته على يديه، ولقد شاهدنا سابقا ما قام به أفراد القاعدة عندما انقلبوا على الرياض بالقيام بعمليات ارهابية داخل السعودية، وكما نشاهده الآن. أكبر المتضررين مما يحدث، الإسلام والشعب العربي والمواطنون الشرفاء في الوطن في مناطق السعودية كافة من أي تيار او طائفة، ولهذا ينبغي عليهم كسر حاجز الصمت والتحرك لإنقاذ الوطن وإنقاذ سمعة المواطنين، فالوطن للجميع وهو الباقي، وتحميل الجهات الرسمية المسؤولية ما يحدث، والمبادرة بتقديم الاعتذار لشعوب العالم التي عانت من هذا الفكر. أقدم اعتذاري الشديد للشعب اللبناني والشعب العراقي والسوري واليمني والأفغاني والمصري والتونسي والجزائري، وعذرا اللائحة تطول في شرق الأرض وغربها.

من صنع حالة الغرور والغطرسة لدى الشباب السعودي ليكون وصمة عار في العالم، ليحلل ويحرم، ويحدد من في الجنة ومن في النار، والذهاب إلى الدول الاخرى ليفرض اراءه الدينية والفكرية والثقافية والاعتداء بالسلاح والتفجير والعمليات الانتحارية؟ المسؤول هو من كرس حالة الغرور والأنا في نفوس المواطنين بأنهم شعب غير، وغسل أدمغتهم بفكر أحادي تكفيري في المناهج التعليمية، وفي المؤسسة الدينية والإعلامية، ومنع وحارب التعددية الفكرية والدينية والمذهبية، ومنع الكــــتاب والسينما والمسرح، وأي متنفس للشباب، وفرض علــــيهم التوجه لمصانع تفريخ الفكر التكفـــيري. حطمــــوا هذا الفكر الذي أصبح أكبر خطر على الوطن والدين والإنسانية.

16/5/140716

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك