المقالات

مستقبل العراق وعامل الوقت

1496 01:51:15 2014-07-11

عبدالله الجيزاني

عندما تكون الصورة واضحة توفر على المتابع الكثير من البحث والجدال والنقاش، إلا مع متعصب أو طامع أو جاهل، والحديث مع هؤلاء كالهواء في الشبك، لا يعود على المرء بشيء، بل ربما زيادة في الإثم لا غير. 

العراق معروف بأنه بلد مكونات مختلفة، ومعروف أن هذا البلد على مر تاريخه، لم يشهد استقرار في ظل تهميش أي مكون من مكوناته، إذن الحل يكمن في مشاركة جميع المكونات في قرار هذا البلد، أيا كان هذا القرار سياسي أو اقتصادي أو امني، وكل من حاول القفز على هذه الحقيقة ذاق مرارة نتائجها، والتاريخ شاهد على كل هذا. 

وبعد حقبة البعث ألصدامي، التي نال خلالها الشعب العراقي بكل مكوناته، وبنسب متفاوتة الويل والثبور تحت حكمه، للسبب الأنف ذكره. 
جاء التغيير وطرحت القوى الوطنية المعارضة، وبدفع وتشجيع المرجعية، موضوع المشاركة الوطنية بين كل مكونات الشعب العراقي، من خلال ممثليها المؤمنين بالعراق الجديد، واليات الديمقراطية التي تم اتفاق الشركاء عليها، ومرت السنوات الأول في ظل وجود قيادات امتلكت الحكمة والقدرة، على تسيير سفينة العراق، كالسيد عبد العزيز الحكيم والرئيس جلال الطالباني، وتم وضع حجر الأساس، ورسم خارطة طريق لو قيض لها أن تنفذ لكانت الأحوال أفضل بكثير من الآن، لكن غياب السيد الحكيم، وتغييب الرئيس جلال الطالباني في تشكيل حكومة تصريف الأعمال الحالية. 
فتح أبواب جهنم على العراق، واخذ الشرخ بين مكوناته يتسع، في ظل ساسة لا ينظرون ابعد من أنوفهم، وفي أحسن الأحوال أحزابهم ومكوناتهم، ليصل الحال إلى ما هو عليه ألان، أكثر من ثلث البلد بيد العصابات الإجرامية، والمعارك تحتدم في معظم مناطق العراق الغربية والشمالية ومحيط بغداد، الدماء تسفك، مئات الألوف مهجرين يبحثون عن مأوى مفقود، العملية السياسية تتجمد، والخلافات على أوجها بين الكتل السياسية، والبلد مهدد بالتقسيم، ولا يوجد أي ضوء لا في نهاية النفق، ولا بدايته، إلا بقرار جريء من قبل كتل وطنية تنتمي للأغلبية السكانية في العراق، وهما كتلتي المواطن والأحرار. 

حيث أن المرجعية العليا طالبت بتشكيل حكومة تنال رضا الفضاء الوطني، ويبدوا أن الحل يكمن في تشكيل هكذا حكومة، وان مكونات الطيف العراقي الأخرى، كلها تطالب بدور واضح ومحوري للأحرار والمواطن، مع إصرار وزهد من قبل دولة القانون والمالكي بالتحالف الوطني، والتعامل معه على أساس كونه أكثرية برلمانية عددية لا قيمة لها، إلا بتمرير ولاية ثالثة للمالكي، بعدها ينتهي دوره كما حصل معه في الدورة البرلمانية السابقة.
إذن الحل واضح وجاهز ويتناغم مع رأي المرجعية، وهو تشكيل أغلبية من الكورد والسنة والتيار المدني، إضافة للأحرار والمواطن ومن يرغب من دولة القانون، وتشكيل الحكومة لتدارك ما يمكن تداركه من العراق، خاصة وان ولايتي السيد المالكي لم تحقق أي انجاز، لا للبلد ولا للشيعة ولا حتى لحزب الدعوة. 

لذا لا يوجد مبرر للتعطيل، خاصة وان السيد المالكي معروف باللعب على عامل الوقت، لغرض عقد الصفقات والمساومات بغض النظر عن النتائج، وما يناله العراق وأهله من تلك الصفقات، فهل ننتظر قرار جريء يعيد بريق الأمل لبلد كل ما فيه يحتضر...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك