المقالات

أكياس الموتى الأحياء!.

1356 16:52:33 2014-04-24

حسين الامير

عاشوا في منطقة لم يتعرف عليها احد من قبل زهدوا الدنيا وكرهوا الطعام فنحلت أجسامهم وجحضت أعينهم، قلة منهم جن وأكثرهم كانوا سيئين الحظ فاحتفظوا بعقولهم وأصابهم السقم و كان بينهم وبين الموت خيط رفيع إلا وهو سماع خبر عن أولادهم المفقودين.

هؤلاء هم ذوي شهداء المقابر الجماعية وخاصة الأمهات كانوا لا يتكلمون إلا قليلا ويسيرون كالأموات، ولا تلمع أعينهم بالحياة إلا عندما تطرق باب الدار لتخيلهم أن هنالك خبر عن أبنائهم، جل الأبناء كانوا في عمر الزهور لم يكونوا من آهل العقوق فأكثرهم كان ذا خلق ودين وهذا ما عظم مصيبة فقدانهم على ذويهم.

انتزعتهم زبانية هدام اللعين من أحضان أمهاتهم لأنهم كانوا أحرارا لم يرضوا العيش كالعبيد، عذبوا واستشهدوا في سجون الطاغية ودفنوا في أماكن مجهولة بعيدة عن أعين الناس، ولم يبلغ الأهالي بأماكن سجنهم قط أو حتى بموتهم.

عاش الأهالي حياة مريرة لفترة تزيد على العشرين سنة وهي فترة مقاربة لغياب نبي الله يوسف (عليه السلام ) عن أبيه، حتى سقط الطاغية وعاد الأبناء خيرة شباب العراق إلى ذويهم ولكن عظام في أكياس مرقمة!

من نعم الله عليهم إن أكثرهم توفوا إلى بارئهم بعد فترة وجيزة من معرفتهم بمصير أبنائهم توفوا سعداء لأنهم اعتقدوا أن دماء أبنائهم كانت قربانا لمذبح الحرية وان العراق سينهض من جديد عذرا لشهدائنا وذويهم فسلطان عصرنا ليس له شهيد ، السلطان عفا عن الجلاد والشعب صامت بين مصدوم ومتملق وخائف من الجلاد، كلا وألف كلا افتحوا المقابر من جديد وضعونا مع شهدائنا لنواجه نفس المصير، فما دمنا أحيائا لن يبعث البعث في العراق من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك