الصفحة الإسلامية

في ذكرى مولد فاطمة الزهراء عليها السلام

1329 17:38:43 2014-04-21

جميل ظاهري

كما أن فاطمة الزهراء (ع) أكملت احتجاجها بعد موتها عندما أوصت بعلها الامام علي (ع) أن يدفنها ليلاً وأن لا يحضر جنازتها الذين ظلموها حقها واضطهدوها؛ وأرادت بذلك أن تعبّر عن معارضتها واحتجاجها وغضبها حتى بعد الموت، كما عبّرت عن ذلك قبل استشهادها، ليتساءل الناس: لماذا أوصت أن تُدفن ليلاً؟ وما هي القضية؟ هذا أمر لم يسبق له مثيل في الواقع الاسلامي؛ حيث الجميع كانوا ينتظرون المشاركة في تشييع الجثمان الطاهرة لخير نساء الأولين والآخرين الزهراء المرضية(ع)، ولكنّها دُفنت ليلاً وقيل لهم: إنها أوصت بذلك، وبدأ التساؤل بين المسلمين: لماذا ولماذا؟! وكانت (ع) تريد أن تثير التساؤل حتى يتحرك الجواب، وحتى يعرف الناس حقيقة مشروعها السياسي الاسلامي الرافض للتزييف والتزوير والاستعباد والاستحمار والظلم والعدوان والعودة للجاهلية والقبلية .

وقبل التحاقها بالباري عزوجل أراد الخليفتان الأول والثاني اللذان اضطهداها أن يأتيا الى بيتها تحت تأثير الضغط الاجتماعي، ليطلبا من علي (ع) أن تستقبلهما حتى يسترضياها، فقالت لهما: "أنشدكما بالله، هل سمعتما النبي (ص) يقول: فاطمة بضعة مني وأنا منها، مَن آذاها فقد آذاني ومَن آذاني فقد آذى الله ومن آذاها بعد موتي فكان كمن آذاها في حياتي ومَن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي. قالا: اللهم نعم، فقالت: الحمد لله. ثم قالت: اللهم إني أشهدك فاشهدوا يا مَن حضرني، أنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي..."(صحيح البخاري).

ما نشاهده اليوم من الصراع بين الحق والباطل وبين الظلم والعدالة وبين الطاغية والمظلوم والتحريف والحقيقة والتزوير والواقع والجاهلية والمدنية والقبلية والأخوة هنا وهناك بدءاً من العراق وحتى البحرين ومروراً باليمن ولبنان وسورا ومصر وليبيا وفلسطين المحتلة هو من دروس مدرسة الرفض والاباء لسيدة النساء وخيرهن فاطمة الزهراء (ع). تلك المرأة التي تعد أنموذجاً للمرأة الرسالية العالمة والمربية الصالحة لم ولن نجد ما يقابلها من النساء ولن تتكرر ظاهرة أم أبيها الزهراء البتول (ع)، ولكن يبقى الاشعاع الذي انطلق قبسه من بيت النبوة ضياءاً وهاجاً للبشرية جمعاء على طول التاريخ .

وختاماً.. "لقد عاشت فاطمة الزهراء عليها السلام حياتها من اجل الاسلام فكان دفاعها عن حق آل البيت (ع) في الخلافة وحقها في الارث ليس من منطلق شخصي وهي تعرف أنها أول من يلحق برسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكن صراعها جرى برمته من اجل الاسلام والطريق القويم والالتزام بما جاء بكتاب الله المجيد فمثلما بدأت حياتها بالإسلام ختمته بالاسلام، تاركة لنا أثرا يبقى بقاء الأرض ومن يرثها متمثلاٌ بأئمة الهدى وسنة أبيها (ص) وعطائها المتمثل بخطبتها الشريفة المعروفة بالخطبة الفدكية" - (الملل والنحل للشهرستاني).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك