المقالات

جيوش من نوع أخر

1245 16:14:00 2014-04-17

زيد شحاتة

عند سماع كلمة جيش فان أول ما يتبادر إلى ذهننا. انه التشكيل العسكري أو المؤسسة أو مجموعة الأفراد والمعدات المسؤولين عن حماية البدل وحدوده ضد الأخطار الخارجية.
قد يتطور هذا المفهوم وتضطر الظروف بلدا ما إلى استخدام جزء من جيش أو كله، في عمل داخل حدود الوطن، لأسباب تتعلق بحدوث كارثة طبيعية أو طوارئ أو أحداث تحتاج إلى جهد مدرب وقوي ومحترف وذو إمكانيات.
تأسس الجيش العراقي مع بداية تأسيس الدولة، وكانت له صفحات بطولية مشرفة في مختلف الحروب العربية التي خاضتها الأمة ضد إسرائيل، إلا انه لم يرق لان يكون مؤسسة متماسكة محترفة، وزاد الطين بلة وصول البعثيين إلى الحكم أواخر الستينات، ولأنهم بعقلية انقلابية دموية، عملوا بكل جهدهم على إفراغ ما تبقى من الجيش العراقي من محتواه، عقائديا وفكريا، وتدمير ما لديه من إمكانات عسكرية، وجعل المتبقي منه أداة قمع بيد النظام، ووسيلة لشغل الشباب ومحرقة لعمره وقدراته.

بعد سقوط النظام وقرار بريمر الشهير بحل الجيش العراقي، وإعادة تشكيله، كان الأمل أن يتم البناء على أسس صحيحة، عقائديا ومهنيا، وكانت هناك خطوات بالاتجاه الصحيح، لكن المواجهة المستمرة مع الإرهاب، والعمل في الداخل، وأخطاء حكومية، سبب مشاكل كثيرة للجيش.

عام 2003 شهد ظهور جيوش من نوع أخر في العراق، فصار هناك جيش من المسؤولين والبرلمانيين السابقين والحاليين، برواتبهم الغير معقولة، وجيش من المستشارين ولمختلف السلطات، ولا أدرى أي استشارة يقدمون لنحتاج هذا العدد؟!. وجيش كبار موظفي الدولة. ولا ننسى. أن هناك جيوشا من حمايات هؤلاء!؟.ليزداد الأمر غرابة, ظهر جيش جديد من أقارب المسؤولين ومتعليقهم وأبناء العم والعشيرة, وخصوصا لمن لديهم مناصب كبيرة أو حساسة في الدولة, ثم أكملت القصة بترشيح أعداد لا بأس بها من هذا الجيش الأخير, في لانتخابات الحالية, على أمل الفوز من خلال إقناع المواطن, بالقرب من مصدر القرار في السلطة, أو المال, أو الخداع الإعلامي والمغالطة, أو استغلال الدين حتى؟!.من البديهي القول إن هذه الإفرازات طارئة ونتاج طبيعي لما مررنا به, وسبق إن مرت به أمم قبلنا, وهو أيضا مرتبط بمدى وعينا كشعب وفهمنا لحقيقة ما يجري.
قال لي رجل حكيم التقيته في أحد المضايف العشائرية، وكنت اظنه ريفيا ساذجا؟!، قال" إننا في الانتخابات الأولى شاركنا ونحن نظنها لعبة، وفي الثانية تعلمنا أكثر، وفي الثالثة زعلنا من السياسيين والسياسة، لكن هذه المرة. تشيطنّا".

واجبنا في هذه الانتخابات إن نكون "متشيطنين" في حسن الاختيار لمن ننتخب، ونختار على اساس صحيح. برنامج انتخابي ومشروع حقيقي، وتاريخ ابيض. لنتخلص من تلك الجيوش، ونبني جيشا عراقيا حقيقيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك