الأخبار

الحكيم والمالكي ...تنوّع الخطاب؟!

1165 23:50:10 2014-04-16

محمد حسن الساعدي

كلنا شاهدنا الحملة الدعائية لاعلان ائتلافي المواطن ودولة القانون في المحافظات الجنوبية ، وشاهدنا كيف كان التميّز واضحاً في خطاب الحكيم أمام انصاره ، والاعداد والتنظيم الذي عكس صورة جيدة للمتابع ، وهو يعكس حالة التخطيط الجيد ، والاعداد المنظم لهذه البرامج ، عكس المهرجانات التي اقامتها دولة القانون ، والتي عكست صورة الفوضى ، حتى وصل الحال الى المواجهة بين الجمهور ، وحمايات دولة رئيس الوزراء الذي بلغ تعدادهم اكثر من 5000 الاف فرد من الحمايات الخاصة والجيش ، ناهيك عن غلق المدن والطرق المؤديه الى مكان المؤتمر . 
وعندما نقف عند الخطابين نجد ان هناك توجيهن في الخطابين :
1) الاول الحكيم يدعو فيه الى التغيير الجذري في المنظوكة السياسية القائمة ، والعمل كفريق قوي منسجم لاصلاح ما يمكن اصلاحة في مؤسسات الدولة المختلفة ، والسعي الى ترسيد مبدأ الشراكة الايجابية بين جميع المكونات ، في حين نجد خطاب السيد المالكي منصب على تخويف الناس من داعش " جاك الذيب جاك الواوي " ، والسعي الى ترسيخ نظرية المؤامرة ضد المشروع الوطني والعملية السياسية. 
2) خطاب الحكيم فيه دعوة الى بناء الدولة العصرية التي يقودها فريق قوي منسجم ومتجانس فيما بينه ، في حين ان المالكي ودعوته الى الاغلبية السياسية ،وهي دعوة تنطوي على التفرد بالسلطة بين مفردتها ، في حين ان الاغلبية السياسية صعبة التحقيق في الوضع السياسي الحالي لاسباب عدة ، تحكمها الطبيعة الجغرافية والقومية والمذهبية لمكونات الشعب العراقي
3) دعى الحكيم في خطابه الى التسامح ، ونبذ الخلافات ، ونسيان الماضي ، مع اخذ الدروس والعبر ، والسعي من اجل بناء البلد ، فيما خطاب المالكي كان فيه رائحة البراود والقتل ، والتهديد بالارهاب ، ومحاولة ادخال المجتمع العراقي في آتون الحرب الطائفية ، من خلال تصريحات غريبة فيها أثارات وزعزعة للوضع القائم . 
4) أتسم خطاب الحكيم بالحكمة والعقلانية ، والى بناء المشروع الوطني وفق مفهوم الشراكة الوطنية بين المكونات ، دون تهميش او أقصاء لاحد ، فيما احتوى خطاب السيد المالكي على ارتهان مصير العراق بوجوده " اما انا او العراق سينتهي " ويرهن مصير البلد ببقاءه بالسلطة لولاية ثالثة . 
5) خطاب الحكيم كان خطاباً تأسيسياً لدولة المؤسسات ، لادلوة الشخص والحزب الواحد ، وخطاب مبني على اسس وافق واسع لبناء دولة المؤسسات ، فيما حوى خطاب السيد المالكي على الازمات والصراعات ، وادخال الخلاف بين "الكل مع الكل " .
6) كان خطاب الحكيم فيه تظلم وشكوى للشعب العراقي ، والدعوة الصادقة لمشاركة الجميع في بناء العراق الجديد ، فيما كان خطاب رئيس ائتلاف دولة القانون خطاب الخائف والمتشنج الذي يُخوف الآخرين ويرعبهم من القادم ، ويحذر من مستقبل مجهول . 
7) خطاب الحكيم كان خطاب الواثق ، ذو صوت وقوي ، ومتمكن ، ويملك مصداقية عالية من خلال حديثه ، وغير متردد ، فيما نجد خطاب السيد المالكي مليء باتناقضات ، وعدم القدرة على الثقة فيمن حوله ، ويعتقد أنه الوحيد الذي يملك القدرة على قيادة العراق من دون ان يقدم نموذج صالح لهذه القيادة . 
8) خطاب الحكيم كان فيه امل ، ودعوة صادقة الى العمل على بناء الدلوة العصرية العادلة ، " دولة المؤسسات " ، والسعي الى بث روح الامل بالمستقبل الواعد ، فيما كان الهطاب الاخر الخوف والتخويف من المستقبل . 
هذا الفارق بين الخطابين ، نجد فيه القراءة الصحيحة للمواقف من كلا الطرفين ، ويعكس عن النظرة الواقعية لكل منهما ، كما انه يجسد واقع حال كلا الطرفين المتنافسين ، كما ان القارئ المنصف يجد في خطاب الحكيم ابتعاده عن التسقيط السياسي للخصوم ، وعدم نقدة للشخوص ، فيما نجد الآخر يتهم ويسقط ، ويشوه الحقائق امام الجمهور . 
يبقى على الجمهور ان يقرأ هذه التجمعات الانتخابية ، ويحلل توجهات كل طرف لينب موقفه الانتخابي عليه ، كي نذهب الى صناديق الاقتراع ونحن على قناعة بما نختار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-04-17
تحليل جيد ومميز واظهر نقاط التنافس بين كل فريق ودلالات قوتها وضعفها وطرح الافكار للمتلقي بسلاسه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك