المقالات

الميول الشوفينية.. وقانون السلامة الوطنية

1278 19:24:48 2014-04-15

مديحة الربيعي

كان لجحا داراً, قرر أن يبيعها وترك في أحد جدرانها مسماراً, وأشترط من أهل الدار الذين أقدموا على شراء المنزل, أن يبقى المسمار في مكانه, وفي كل يوم كان حجا يطرق الباب ويطلب ان يرى المسمار ويبكي, وأستمر جحا على نفس المنوال, في كل يوم يزور المسمار ويبكي, ألى أن مل صاحب المنزل وقرر أن يطرده.
قانون السلامة الوطنية, الوجه آلاخر لمسمار جحا, أذ يسعى سماسرة السلطة, ألى اتخاذ ذريعة السلامة الوطنية, كسلم للوصول الى مآربهم, بدعوى الحرص أو الحذر وألاحتياطات ألامنية, ألا أن حقيقة ألامر لاتعدوا أكثر من ميول شوفينية, ورغبات تسلطية, ومحاولة إحكام قبضة بعض ألاصنام على البلاد والعباد.
أعتقد الشعب أن يوم 9 نيسان يمثل نهاية الدكتاتورية, وسقوط آخر ألاصنام, الا أن عدوى الصنمية تنتقل بين الساسة, وكل من يجلس على الكرسي, فهاهي أصنام جديدة, بدأت تسعى لأرساء قواعدها, وتحتاج معاول عديدة لتحطيمها, قبل أن يتفاقم ألامر, ويصل بنا الحال الى أن يدخل البلاد في قبضة الدكتاتور, ويرسي قواعد ألاستعباد كما فعل من قبله, وأحتاج ألامر لأجتياح قوات أجنبية الى البلاد, لقطع جذور الدكتاتورية, ألا انها بدأت تنمو من جديد.
فلنعالج ألامر بأنفسنا, قبل أن يستفحل المرض, فأستئصال جزء, خير من أنتشار العدوى, فربما فايروس الدكتاتورية أخطر من فايروس أنفلونزا الطيور؟ فالذرائع عديدة والغاية واحدة, والقوانين والتشريعات تدار وتصاغ وفق ألاهواء, تحت مسميات مختلفة, سلامة وطنية, وفرض القانون, وحرصاً على حياة المواطن, والقائمة تطول, ألا أنها تصب لصالح شخص بعينه, وكتلة بعينها.
اللاسلامة الوطنية, أو بألاحرى وباء الدكتاتورية, يظهر بشكل مختلف هذه المرة, فالقانون ومن يتابع ويطلع على فحواه, يجد انه لا يعدوا أكثر من مجرد, سعي للسيطرة على أركان الدولة, وطريقة للتخلص من الخصوم, وطريقة للتحكم وانتهاك خصوصية البعض ليس من عامة الناس فقط بل حتى من صناع القرار والشركاء في العملية السياسية.
وسائل ضغط مختلفة لإقرار القانون, والذي يمنح البعض صلاحية واسعة, بل يطلق أيديهم تماماً ليصولوا ويجولوا في البلاد كيفما شاءوا, من أصدار قوانين, والحصول على صلاحيات مطلقة, فأذا تم أقرار هذا القانون, أن البلد أصبح تحت تصرف شخص واحد.
الغاية من أبتكار الوسائل والطرق, والقوانين المختلفة, تهدف غالى التحكم بموازين القوى, ومحاولة السيطرة على ألامور, قبل حلول ألانتخابات, لأن من يسعى لإقرار القانون, بات يدرك أن أيامه معدودة, لذا فهو محاولة التفاف ليس أكثر من ذلك, نأمل أن يدرك الناس أن هذه القوانين,لها عدة وجوه, ظاهرها جميل ومضمونها قبيح, فليقرأ الجميع مابين السطور قبل أن تدخل البلاد في نفق مظلم ليس له نهاية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك