المقالات

السياسة وأسواق النخاسة: الشعب بضاعة رائجة!

1382 02:30:02 2014-03-14

مديحة الربيعي

باتت الفوارق الطبقية بين المواطن والسياسي, أهم المؤشرات عن الفجوة العميقة بين المواطن والمسؤول, وكل يوم تزداد الفوارق حتى أن بعض المشاهد تعيدنا لزمن العبودية!
يستيقظ البسطاء كل صباح بحثاً عن لقمة العيش, ومن يعلم أن كان سيعود الى بيته سالماً أم لا؟ بينما المسؤول يتجول في أفضل البلدان ألأوربية, وهو في حيرة من أمره أين سيقضي أجازته المقبلة؟
يدعي الساسة خدمة الشعب, وخدمة الفقراء, في حين أن الواقع مختلفُ عن ذلك تماماً فهم على أتم الأستعداد لبيع البلد, بمن فيه من أجل تحقيق مصالحهم, فهل أصبحت النخاسة مهنة جديدة يمارسها الساسة؟
لكي نصل إلى فهمٍ أكثرنتساءل, ما الذي قدمه الساسة بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية للمواطن البسيط؟ وأذا كان هدفهم فعلا خدمة الشعب, فلماذا حال البلاد يسير من سيء إلى أسوأ في ظل حكومتهم الرشيدة؟
وتستمر ألاسئلة, لماذا بعض الناس لايجدون, أبسط مقومات الحياة, في حين أن بعض أرباب السلطة قد ضاقت البنوك بأموالهم؟ كيف يمكن لبلدٍ مثل العراق أن يتسول فقرائه بحثاً عن لقمة العيش؟ وأين ذهبت تلك الميزانيات, ألانفجارية الضخمة التي نسمع عنها في الفضائيات ولا نلمس آثارها؟ ولماذا حال البلاد في تدهور مستمر؟ وكيف تعجز تلك المخصصات المالية, عن تأمين مفردات البطاقة التموينية التي كانت موجودة أصلاً قبل وصولهم للسلطة؟ فهل صار تسلمهم للسلطة وبالاً على الشعب؟ وأين تبخرت تلك الوعود بالرفاهية والتقدم؟
ضمن هذه ألاسئلة, يواجهنا سؤال كبير, أين ذهبت شعارات ألاعمار وألانجاز؟ وأين ذهبت شعارات الدفاع عن حقوق المظلومين؟ وكيف تحولت السياسة الى سوق بضاعته الشعب؟ 
نستمر بالتساءل, هل نحن على أعتاب دكتاتورية جديدة؟ ومتى ستنتهي المزايدات على الشعب؟ وهل أصبح البسطاء من ضمن ممتلكات الساسة؟ ومتى سيدرك صناع القرار أن الشعب قد ضاق ذرعاً بهم وبشعاراتهم الزائفة؟
أطفال التقاطعات, والفقراء ممن يفترشون ألارض, والبسطاء الذين أثقل كاهلهم تأمين لقمة العيش, وطوابير العاطلين عن العمل, كلهم شواهد على الفقر, والعوز الذي يعصف بالشعب العراقي, ومن جانب آخر القصور الفارهة, والسيارات والشركات والفنادق, التي يملكها الساسة, شواهد هي ألاخرى على مدى أستهتارهم بمقدرات الشعب, وعلى سرقتهم للمال العام, وأستلاب حقوق الناس.
هل أصبح البلد بمن فيه تركة لسراق المال العام؟ وهل أن ثروات البلد لوحدها لم تعد تكفي شهيتهم المفتوحة على السرقة, فأتجهوا للتجارة بدماء ألابرياء؟
ختام القول, لو أدرك كل مسؤول, معنى القول المأثور" لودامت لغيرك ماوصلت أليك" لما أتبعوا نهج من سبقهم من الطغاة, ويوماً ما ستُعلق المشانق لكل من خان وطنه وشعبه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك