المقالات

تأملات في دعاء عرفة

1436 21:53:00 2013-10-15

بسم الله الرحمن الرحيم

ارخى الليل ستاره بعد ظهيرة جمعت عشاق ال البيت حول كلمات الامام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة  في كل بقاع الارض , ويالها من كلمات ومناجات ولطف لا تصدر الا عن سر الهي في هذا الوجود وياله من عشق وحب لعشاق ذبيح الله وهم يتوجهون اليه عليه السلام ليحجوا حج المعسر ولينالوا ثواباً يغبطهم عليه كل غريب محروم لم يقف مكتوف الايدي بل توجه الى الحسينيات واجتمع بمن يشاطروه حب الحسين ليستمع الى الكلمات النورانية ويذرف دموع الشوق والرغبة في المغفرة .

ما عساني ان اقول وهل لنا من قوة بيان تصف الحدث وتعطيه حقه لا والله وكيف توصف كلمات الامام الحسين ع وكيف توصف ملامح عشاقه انه امر صعب ولكن الاصعب ان تمر المناسبة وان تمر ذكريات الظهيرة دون تدوين وتبادل مع عشاقه ولما لم ابخل عليكم بما اعترى روحي من مشاعر في هذا اليوم اسألكم كرم سرد ما شعرتم به وخاصة زوار الامام الحسين عليه السلام فطوبى لهم هذا التوفيق العظيم .

كنت قد عزمت اليوم على ان اتوجه الى حسينية معينة  فحصل ان لم يفهم سائق الاجرة مبتغاي فاخذني الى مكان اخر اعتقد اني ارنو التوجه اليه وهو تجمع بالالاف في حضرة شريفة وقبة منيرة من قباب ال محمد صلى الله عليه واله  فسلمت عن بعد على صاحب المكان الطاهر وقدمت عذري من كوني لا اطيق الزحام وخشيتي من ان يتسبب الزحام في فقدان التوجه الروحي وفهم عمق العبارات المحمدية  وهممت بالتوجه الى مبتغاي سيرا ً على الاقدام فلقد انقطعت الطرق ووصلت الى المكان واذا باحد الاخوات , تبادلني السلام وتعرض علي بالحاح  الرجوع الى الحضرة الشريفة وهنا احسست بان الامر ليس صدفة وكانها دعوة من صاحب المقام فرجعت معها  وانا على باب الحسينية التي قصدت!  ووصلنا  بعد مسير ليس بالقصير وقبل قراءة الدعاء  وكان هذا المهم .

جلسنا بالكاد من كثرة الزحام وبدأ الدعاء , الله اكبر لتلك الكلمات التي ابدئت بالحمد بتسلسل من اول الخلق حتى استواء الجسم ثم عُرضت نعم الله في البدن والهواء والارض والسماء في وصف لايصل اليه الا من اصطفاه الله لتلك المكانة العظيمة كل حرف يحدث في الروح ارتعاد وخجل ورغبة في بداية جديدة نصحح فيها المسار.

انكسر ساتر الدموع ونزلت بحرارة وهي تشكو ربها ظلم النفس والعباد وبين بكاء وتفكر اشتعل بركان قلبي غضبا ً على قتلة الحسين فكيف يتركوا لسانا ً عطشا ً وهو منهل لهكذا عبارات وكيف يُحزنوا قلبا ً فيه هذا الكم من العشق الالهي وكيف يقتلوا مسلم ابن عقيل في مثل هذا اليوم وكيف سكت اهل الكوفة ومسلم يجر في الاسواق اه واه واه على تلك المصيبة ,اطلقت نظرة في السماء كي يسكن روعي فمحرم سيجيبني عن هذه الاسئلة وهو قريب ! تاملت القبة وارتسمت لي صورة الغريب المحروم من هذا المنظر وحقا ً دعوت له من كل قلبي بان يختم غربته على خير .

اطفال ونساء وايدي ممدودة الى السماء وقبة محمدية فأي يشكر نشكر الله على هذه النعمة التي نرجو ان ترفعنا عند الله رتبة توصلنا الى حيث بيته وكعبته وقبر نبيه قبل ان تأخذنا المنية , كل شيء كان ينطق عشقا ً وكل شيء عدا في غاية الاتقان وكأن ايد خفية تنظم وتشارك المؤمنين هذه المناسبة العظيمة .

في كل مرة ارفع رأسي التقط منظربقلبي  لطفل او امراءة او طير في السماء الى ان وقع بصري على خادم  ذو شيبة وقرة ينظم المسير وفي يده كتابه يتابع قليلا وينظم وهكذا حتى نُعيت الزهراء عليها السلام فبكى بكاءا ً فيه اخلاص شع من وجهه كغير البشر الله اكبر , ذلك المنظر احسبني سأنهل منه شهورا ً الدموع والاخلاص والشيبة نقلتني الى الطف الى شيبة المظلوم ودموع وحدته  فاه على غربة المظلوم .

عشاق الحسين ولله الحمد ملايين ولكن بحاجة لتعميق هذا الحب بالعمل بحاجة لان ينعكس على السلوك وعلى البلد يتوشح بالسواد لفقد ابن بنت بنيه ص فالسؤال يحيرني بلد فيه كم من العشاق لاهل البيت ع لا ينافسهم بلد فيه يعملون في خدمة الحسين ع كما النحل في المناسبات ولكن مع ذلك نغرق في  الموت والجهل الفساد بكل انواعه ؟! حقيقة لغز محير جوابه يجرح البعض اذا مسست باخلاصه وكانها سبه بينما الحقيقة ان اخلاص البشر كلهم في تطور او تراجع ولابد من المتابعة وعدم نكران حقيقة ان للقلب اقبال وادبار ولابد من انتهاز فرص اقباله كما اوصانا امام المتقين عليه السلام وليفخر من يريد ان يشد لجام هواه ويطلق العنان لاخلاصه بان يفرش جناحيه اكثر من السابق افي هذا حرج ؟!! .

اتمنى ان نقرأ لك اخي واختي المتشرفين بقراءة الدعاء سطورا ً فيها وقفة مع الحسين عليه السلام في عبارة او في مكان او في منظر او في شعور انتاب قلبك المؤمن  وخاصة زوار الحسين ع وحقا ً ان اعداء ال محمد ممن يتربصوا بالتشيع هم بلهاء فهذه القلوب ذابت في حب الحسين ع  ولن تدبر عن ذلك الحب  مهما قدمت من تضحيات .

نسأل الله ان نستمع في السنة القادمة لدعاء عرفة بصوت الامام الغائب صاحب العصر والزمان ع  ليخرج الاسلام من اسره ويشرق نوره على ارض الله  فلقد طال الغياب ايها الحبيب وابن الحبيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

وكل عام وانتم بخير وعافية وسلامة في المذهب والابدان .

بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك