اثار قيام مجموعات مسلحة تكفيرية في سوريا بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي ، استنكار وغضب المسلمين في العراق والعالم ، معتبرين ما حدث جزءاً من الفتنة الطائفية التي تتبناها جهات متطرفة تعمل على اشاعة الكراهية والحرب بين طوائف المسلمين .
واعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نبش قبر الصحابي الجليل "استهدافا لوحدة المسلمين" ، وقال في تصريح له اليوم" نشجب ونستنكر العمل الاجرامي ".
وقال نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي "كشر الارهابيون في سوريا عن انياب حقدهم على صحابة رسول الله (ص) باستهدافهم مرقد الصحابي حجر بن عدي".
وحجر بن عدي ، صحابي ، قتله معاوية بن ابي سفيان هو وابنه وجمع من اصحابه سنة 51 هـ ، بسبب ولائهم لامير المؤمنين علي بن أبي طالب وعدم تخليهم عن هذا الولاء .
وقامت المجاميع المسلحة بتخريب القبر بالكامل الكائن قي منطقة (مرج عذراء) المسماة حاليا (عدرا) في منطقة الغوطة في ريف دمشق.
وبحسب ما نقلته وسائل الاعلام ، نُقِل الجثمان الى مكان مجهول .
وكان نبأ نبش القبر ، نُشِر من قبل احد انصار ما يسمى ( الجيش السوري الحر) على موقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك ) مرفقا بصورة القبر( المنبوش ) وكتب تحت الصورة " هذا مقام حجر بن عدي الكندي ، احد مزارات الشيعة في (عدرا البلد) قام ابطال الجيش الحر بنبش القبر و دفنه في مكان غير معروف , بعد أن اصبح مركزا للشرك بالله " .
وكتب التكفيريون تحت صورة القبر ايضا " الحمد لله ، والله ينصر ابطال الجيش الحر".
ردود الافعال المختلفة جاءت من مختلف المسلمين في انحاء العالم وتدفقت على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك و تويتر والمنتديات ، الانتقادات والشجب لهذا العمل الوحشي ، وفي ذات الوقت ( هنّأ ) سلفيون وتكفيريون بعضهم على هذا العمل الموجه ضد ( الشرك ) بحسب تعبيرهم .
وبحسب رجل الدين علي الحسيني في هولندا ، في تصريحه لـ" المسلة " فان هذا العمل التكفيري ، يؤكد ان "التحذيرات من سيطرة جماعات مسلحة في سوريا تدعو للطائفية وتكفير المسلمين من الطوائف والمذاهب الاخرى ، كانت جدية و حقيقية ".
وتابع يقول" انتصار هذه الجماعات التكفيرية سيؤدي الى زعزعة السلام بين المذاهب والأديان في المنطقة عدا ان هؤلاء لو تمكنوا لهدموا مقاما ت الاولياء والصالحين والمساجد والحسينيات " .
وبحسب الاعلامية زينب فاروق في مدونة لها على حائطها الرقمي فيسبوك ، فان " حقد هذه الجماعات التكفيرية يطال حتى الانسان بعد موته " .
وتتسائل عن " سبب الكره لشخصيات سياسية او تاريخية او دينية فارقت الحياة منذ زمن طويل ".
ويعتبر الاعلامي والمصور الصحافي علي الفهداوي في تصريحه الى " المسلة" ما حدث " جريمة " . وتابع قائلا " بغض النظر عن العقائد فالمشاهد الاسلامية هي تراث ، يجب المحافظة عليها ".
واعتبر حكيم عباس ان نبش القبر هو نتاج "فكر تكفيري خطير ".
وابرز الكاتب احمد الكاتب على صفحته الرقمية في فيسبوك صورة القبر ، مدونا التأكيد على " بشاعة عمل العصابات الإجرامية في سوريا وهي هدم قبر الصحابي الجليل حجر ابن عدي وتنقل جثمانه الطاهر الى مكان مجهول ".
ويدهش رحيم منصور البزوني من " هذه (الغلاضة) التي لا تتماشى مع سماحه الاسلام ".
ويتسائل :" ما ذنب رجل مات قبل اكثر من 1400 سنة ، فلينظر العالم كله الى مستقبل المنطقة اذا وصل هؤلاء الى حكم سوريا ".
و حجر ابن عدي الكندي، وفد على النبي مع أخيه هانئ ، وأصبح أحد قادة الجيش الفاتح للشام، ووُفّق لفتح "مرج عذراء" وهي مدينة تبعد عن دمشق 30 كيلومتراً تقريباً .
وكان حجر من خواص أمير المؤمنين علي والمقدمين من أصحابه، وقد شهد معه معارك الجمل"، و صفين ، و النهروان " ، وكان من قادتها.
وبحسب الشيخ محمد جمعة رجل الدين الكويتي في تغريدة له اليوم على "تويتر " وتابعته " "المسلة" ان "نبش القبور أمر يخالفه الدين والعقل ، أين علماء المسلمين وعقلاء الأمة لاستنكار الجريمة البشعة المنكرة بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي ".
وقال محمد الوائلي الامام في جامع في هولندا ان " هذا العمل البشع يوقظ الفتنة الطائفية ويعري الجماعات التكفيرية التي تتشدق بالاسلام " مطالبا " علماء السنة قبل الشيعة باستنكار هذه العمل الذي يفتي به شيوخ الفتنة ".
ويؤكد الكاتب السعودي محمد الربيعة ان نبش قبر الصحابي الجليل عمل " طائفي مقرف". ويتسائل " لماذا يضطر البعض للدفاع عن هذه الأعمال؟ ".
https://telegram.me/buratha