تبارك الراضي ||
ثلاثُ سنوات مرت على ذكرى اغتيال قائد الحشد الشعبي الفعلي والميداني أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ورفاقهم بغارة جوية عند مطار بغداد، ثلاث سنوات ولا زال المهندس الرجل الأكثر شهرة وتأثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي رغم غيابه، واضعًا نهاية لذلك التصور باندثار الأشخاص بعد موتهم.
يمتلك المهندس نوعي القوة كليهما الفعلية والكامنة، وقد اختبر اعدائه قوته الفعلية خلال أربعين عامًا من تاريخه الجهادي، أما قوته الكامنة فتنبع من تأثر الأمة بكل تفاصيل شخصية هذا القائد العظيم، يظهر نفوذ وتأثير المهندس بشكل واضح فيما يسمى علميًا المعنويات أو الإرادة الوطنية وهي تعني باختصار الجاهزية للتضحية، أو رغبة النسبة العظمى من الأفراد أن يضعوا رفاهيتهم جانبًا من أجل الأمة أو قيمها، ما يوضع من أجل الأمة، يوضع من أجل أبو مهدي المهندس، إذًا فهو أمة وهو بمنزلة متساوية مع القيم، ومعروف أن القيم هي الأساس الذي تبنى عليه سياسة الدولة داخليًا وخارجيًا. أي معتقد بأن هذا المقال مبني على المبالغة، فأبناء المهندس يملؤن الواقع والمواقع وليسقط ما طرح هنا عليهم
الميزة اللافتة التي يمتلكها المهندس هي المعالجة الفريدة للمكونات السيكولوجية للقوة، وهو موهوبًا بها بالفطرة، يعرف جيدًا أهمية الإدراك الحسي للقوة وللفضائل والقيم عند العراقيين فامتلكها جميعًا وهي عناصر أصيلة في شخصيته، عزز هذا الإدراك الحسي سمعته كقائد قوي ومتواضع، وأب بسيط وحنون، ومركزًا للحلول، والأهم الرجل الأكثر مبدأية وقوة بل المبدأي القوي الوحيد، حتى صارت ( لو أبو مهدي موجود ما جان صار هيج ) لسان حال جميع العراقيين.
أما انفتاحه الديني وشخصيته المعتدلة فقد إضافات لقوته وفكره، وهو الرجل الإسلامي المتدين الأكثر تأثيرًا في أوساط غير الإسلاميين، وغير المسلمين، إنه الأكثر رواجًا خارج حدود المذهب، وداخل انقساماته وزعاماته، وخارج الطائفة وما وراء الحدود.
إن المقدرة على تجاوز الحدود المذهبية والطائفية والعرقية والقومية للدولة، وأن تشع هالة القوة والاحترام والمحبة خارجها جميعًا هي العلامة المميزة للقادة العظام.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha