المقالات

الديكتاتور الجديد..!

1902 2022-05-14

تبارك الراضي ||

 

الديموقراطية شكل من أشكال الحكم، يحق فيها لعامة الناس التصويت والمشاركة في السياسة، من خلال انتخاب ممثلين سياسيين يتحملون تحقيق مصالحهم بالنيابة عنهم. ميزة الحكومات الديموقراطية امتلاك ضمانات قوية للحقوق الشخصية والتي من أهمها، حرية التعبير المكفولة للجميع بصفتهم مواطنيين، ومن ثم هي مكفولة لممثلي الشعب بصفتهم أفراد اولاً، وبصفتهم ممثلين لناخبيهم ثانيًا.

مع ذلك، قد تنزلق الديموقراطيات الراسخة والفتية على السواء إلى مستنقع الدكتاتورية، بوصول المحتمل دكتاتوريتهم إلى السلطة، لكن كيف يصل هؤلاء؟

يرتقي الدكتاتور إلى السلطة في الحكومات الديمقراطية بعدة طرق. إحدى الطرق هي الوصول نتيجة الاستقطاب السياسي بين الجماعات، حيث تتشدد الأطراف السياسية المتنافسة في مواقفها، ولا ترغب في التعاون مع بعضها البعض، وتلجأ من أجل ضرب منافسيها إلى التحالف مع جماعات دكتاتورية أو محتمل استبدادها، مما يسمح لهذه الجماعات الاستبدادية أو المتطرفة بالوصول للسلطة والتحكم بالسياسة نتيجة التحالفات الخاطئة. بعد وصولهم للسلطة (المحتمل استبدادهم) يبدأون باجتثاث أهم مرتكزات الديموقراطية وهي الحوار السلمي مع الجماعات المتنافسة؛ باستخدام السلطة لتكميم الأفواه.

ما حدث داخل مجلس النواب العراقي هو خير مثال على بداية ممارسة دكتاتور لدكتاتوريته، وحادثة مهمة على الانحدار بالديموقراطية الوليدة بعد خمسة وثلاثين عامًا من الحكم الديكتاتوري.

لجوء السياسيين إلى إسكات منافسيهم وترهيبهم إلى أن يصبحوا غير قادرين على المشاركة في القرارات السياسية، يؤسس للعودة للوراء؛ لذا هذه الخطوة مهددة للنظام الديموقراطي أكثر من أي خطوة أخرى، ويجب على السياسيين داخل البرلمان وخارجه، العمل على منع زحف الممارسات الديكتاتورية إلى السلطة التشريعية. يجب أن يفعلوا أكثر من مجرد الإدانات، يجب أن يتأكدوا أن مثل هذه الممارسات لن تتكرر مرةً أخرى…

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك