تبارك الراضي ||
تتصدر الضربة الحوثية في العمق الإماراتي نشرات الأخبار، وسط تفاعل عربي كبير، منذ أن اعلنت وسائل الإعلام خبر انفجار ثلاث صهاريج بالقرب من شركة أدنوك البترولية، وحريق في مطار أبو ظبي، يشتبه بأنه نُفذ بواسطة طائرات من دون طيار (درون). التصعيد الحوثي يأتي أعقاب سيطرة ألوية العمالقة المدعومة من الإمارات، على مدينة شبوة مركز الطاقة التي تمتصها الدولة الزجاجية، وترسل بالمقابل طائرات محملة بمختلف الأسلحة يومياً لدعم العمالقة مقابل ذلك.
ما ينبغي لفت النظر إليه أن هذا الاستهداف ليس الأول، ففي عام 2018 هاجم اليمنيون مطار دبي، لكن الإمارات نفت الهجوم بالإضافة لنفيها لصاروخ كروز أطلقه الحوثي باتجاه محطة لتوليد الطاقة النووية. وهو ما يثير علامة استفهام كبيرة، عن حجم الخسائر التي تسبب بها هجوم الحوثي اليوم، بحيث أن الإمارات لم تستطع أن (تطمطم) مثل المرات السابقة؟.
الواضح بما لا يقبل الشك، أن اليمن تفتح صفحة جديدة بالتصعيد، فالسبت رفضت دعوةً من مجلس الأمن لتسليم سفينة إماراتية تدعى (روابي)، صادراها الحوثيين بداية شهر يناير مع حمولة الأسلحة، فيما تقول أبو ظبي أنها محملة بمساعدات إنسانية!.
بالاعتماد على كل ما تقدم، ما هو تأثير بوادر التصعيد على عمليات الحسم؟ وما هي الخيارات الاستراتيجية الإماراتية بعد أن دكها الحوثيين في عقر دارها؟
بالنسبة للشق الأول من السؤال، تزداد صعوبة حسم المعركة لأن كل طرف يتعامل مع الطرف الآخر بإطار اللعبة الصفرية، لكن ما يجري يرجح كفة طرف على آخر عند الجلوس على طاولة المفاوضات.
أما الخيارات الاستراتيجية المتاحة لأبو ظبي فتكون، إما بالتفاوض مع الحوثي من تحت الطاولة والوصول لحل وسط يمنعه من كشف عورة الضعف الإماراتي، أو بالرد على التصعيد بالتصعيد، وهو أمر سيضع مصير الأمارات في خطر حقيقي.